[ الأحزاب : ٣٣ ] والمرادُ التَّظْهِيرُ عن العقائد الباطلةِ.
وإذا ثبت هذا فالمراد بالرجس أنَّهُ تعالى خصّهم بالعقائِدِ المذمُومَةِ، فيكون المعنى أنَّهُ تعالى زادهم كُفْراً ثم خصَّهم بمزيدِ الغضبِ.
قوله :« أتُجَادِلُونَنِي » استفهام على سبيل الإنْكَارِ في أسماء الأصنام وذلك أنهم كانوا يسمون الأصْنَامَ بالآلهة، مع أن معنى الإلهية فيها معدومٌ، سموا واحداً منها بالعُزَّي مشتقاً من العزِّ، والله - تعالى - ما أعطاه عِزّاً أصلاً، وسمُّو آخر منها باللاَّتِ، وليس له من الإلهية شيء.
قوله :« سَمَّيْتُمُوهَا » صفة ل « أسْمَاء »، وكذلك الجملة من قوله :﴿ مَّا نَزَّلَ الله بِهَا مِن سُلْطَانٍ ﴾ يُدلُّ على خلوِّ مذاهبهم عن الحُجَّةِ.
و « مِنْ سُلْطَانِ » مفعول « نزَّلَ »، و « مِنْ » مزيدةٌ، ثمَّ إنَّهُ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ ذكر لهم وعيداً مجرَّداً فقال : فانتظروا ما يحصل لكم من عبادة الأصْنَامِ إنِّي معكم من المنتظرين.
فقوله :« مِنَ المُنْتَظِريْنَ » خبر « إني »، و « مَعَكُمْ » فيه ما تقدَّم في قوله : إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ الناصحين }، ويجوزُ - وهو ضعيف - أن يكون « مَعَكُمْ » هو الخبر و « مِنَ المُنْتَظِرِينَ » حال، والتقديرُ : إني مصاحبكم حال كوني من المنتظرين النّصر والفرج من الله، وليس بذلك؛ لأنَّ المقصُودَ بالكلامِ هو الانتظار، لمقابلة قوله :« فانْتَظِرُوا » فلا يُجعل فضلة.


الصفحة التالية
Icon