ثمود : اسم رجل : وهو ثَمُودُ بْنُ عاد بْن إرم بْنِ سَام بْنِ نُوحٍ، وهو أخو جديس، فثمود وجديس أخوان، ثم سُمِّيت به هذه القبيلة.
قال أبُو عَمرو بْن العلاء : سميت ثمود لقلَّة مائها، والثَّمَدُ : الماء القليلُ :[ قال النابغة :[ البسيط ]
٢٥٠٢ - أحْكُمْ كَحُكْمِ فَتَاةِ الحَيِّ إذْ نَظَرَتْ | إلَى حَمَامٍ شِرَاعٍ وارِدِ الثَّمَدِ ] |
قال تعالى :﴿ أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُم بُعْداً لِّثَمُودَ ﴾ [ هود : ٦٨ ].
وسيأتي الخلاف من القُرَّاء السَّبْعةِ في سورة « هُودٍ » وغيرها.
وصالح : اسم عربيٌّ، وهو صالح بن آسف.
وقيل : ابْنُ عُبَيْدِ بْنِ آسف بن كَاشِح بْنِ أروم بْنِ ثَمُودَ [ ابن جاثر ].
« قال : يَا قَوْم اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِن إله غيرُهُ » أمرهم بعبادة الله، ونهاهم عن عبادة غير الله، كما ذكره عمن قبله من الأنبياء.
قوله :﴿ قَدْ جَآءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ﴾.
قد كثر إيلاءُ هذه اللَّفظة العوامل، فهي جارية مَجْرَى « الأبْطح » و « الأبْرَقِ » في عدم ذكر موصوفها.
وقوله :« مِن ربِّكُمْ » يحتمل أن يتعلق ب « جَاءَتْكُمْ » و « مِنْ » لابتداء الغايةِ مجازاً، وأنْ تتعلق بمحذوف؛ لأنَّها صفةٌ بيِّنة، ولا بدَّ من حذف مُضاف، أي : من بينات ربكم ليتصادق الموصوف وصفته.
وهذا يدلُّ على أنَّ كُلَّ شيءٍ كان يذكر الدلائل على صحَّةِ التَّوْحيدِ، ولم يكتف بالتَّقْلِيدِ، وإلاَّ كان ذكر البينة - وهي الحجة - هاهنا لغواً.
قوله :﴿ هذه نَاقَةُ الله لَكُمْ آيَةً ﴾ أضاف النَّاقة إليه على سبيل التفضيلِ، كقولك : بيت الله، وروح الله؛ لأنَّهَا لم تتوالد بين جمل وناقة، بل خَرَجَتْ من حَجَرٍ.
و « آيَةً » نصبَ على الحال؛ لأنَّها بمعنى العلامة، والعاملُ فيها إمَّا معنى التنبيه، وإما معنى الإشارةِ، كأنَّهُ قال : أنبهكم عليها، وأشير إليها في هذه الحال.
ويجوزُ أن يكون العامل مُضْمَراً تقديرُهُ : انظروا إليها في هذه الحال، والجملة لا محلَّ لها؛ لأنَّها كالجواب لسُؤالٍ مقدَّر، كأنهم قالوا : أين آيتك؟ فقالك هذه ناقةُ الله.
وقوله :« لَكُم » أي : أعني لكم به، وخصّوا بذلك، لأنَّهُم هم السَّائِلُوهَا، أو المنتفعون بها من بين سَائِرِ النَّاسِ لو أطاعوا.
ويحتمل أن تكون « هَذِه نَاقَةُ الله » مفسرة لقوله :« بَيِّنَةٌ » ؛ لأنَّ البَيِّنَةَ تستدعي شيئاً يتبين به المدعى، فتكون الجملة في محل رفع على البدل، وجاز إبدالُ جملة من مفرد؛ لأنَّهَا في قوته.