٢٧٤٥- لَدْنٌ بِهزِّ الكفِّ يعْسِلُ متنهُ | فيهِ كما عسل الطَّريقَ الثَّعْلَبُ |
قال أبو حيَّان « إنه ينتصبُ على الظرف؛ لأنَّ معنى » واقعُدُوا « لا يراد به حقيقةُ القعود، وإنما يراد : ارصدوهم، وإذا كان كذلك فقد اتفق العامل والظرف في المادة، ومتى أتفقا في المادة لفظاً، أو معنًى، وصل إليه بنفسه، تقول : جلست مجلس القاضي، وقعدت مجلس القاضي، والآيةُ من هذا القبيل ».
والثاني : أنه منصوبٌ على إسقاط حرف الجر، وهو « على »، أي : على كلِّ مرصد قاله الأخفشُ، وجعله مثل قول الآخر :[ الطويل ]
٢٧٤٦- تَحِنُّ فتبدي مَا بِهَا مِنْ صبابَةٍ | وأخْفِي الذي لَوْلاَ الأسَى لَقَضانِي |
٢٧٤٧- نُغَالِي اللَّحْمَ للأَضْيَافِ نَاسِياً | أنَّ المنيَّةَ للْفَتَى بالمَرْصَدِ |
ومعنى الآية : اقعدوا لهم على كلِّ طريق - والمرصدُ : الموضعُ الذي يرقب فيه العدو يريد : كونُوا لهم رصداً، لتأخذوهم من أي وجه توجهوا.
قوله :﴿ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصلاة وَآتَوُاْ الزكاة فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ ﴾ أي : دعوهم ليتصرفوا في أمصارهم، ويدخلوا مكَّة « إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ » لمن تاب « رَحيمٌ » به.
واحتجُّوا بهذه الآية على قتل تارك الصَّلاة؛ لأنَّ اللهَ تعالى أباح دم الكفَّار مطلقاً ثم حرَّمها عند التوبة، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، فإذا لم توجد الثلاثة، فإباحة الدَّم بحالها.
قال الحسينُ بن الفضلِ :« هذه الآية تنسخ كل آية في القرآن فيها ذكر الإعراض والصَّبر على أذى الأعداء ».
قوله تعالى :﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ المشركين استجارك فَأَجِرْهُ ﴾ الآية.
روى ابن عباس : أنَّ رجلاً من المشركين قال لعليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - : إن أردنا أن نأتي الرسول بعد انقضاء هذا الأجل لسماع كلام الله، أو لحاجة أخرى، فهل نقتل؟ فقال عليٌّ - رضي الله عنه - :« لا » لأنَّ الله قال :﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ المشركين استجارك فَأَجِرْهُ ﴾ أي : فأمنه حتى يسمع كلام اللهِ.