قال ابنُ الخطيبِ « السَّبَبُ فيه : أنَّ مثل هذا التَّرتيب يبتدأُ فيه بالأدْنَى ثمَّ يترقَّى إلى الأشرف، فيقال : لا يُعْجِبُنِي أمر الأمير، ولا أمر الوزير، وهذا يدلُّ على عدم التفاوت بين الأمرين عندهم ».
وهنا قال « أن يُعذِّبَهُم »، وهناك قال « ليُعَذِّبَهُم »، فأتى ب « اللاَّم » المشعرة بالغلية ومفعول الإرادةِ محذوفٌ، أي : إنَّما يريد الله اختبارهم بالأموالِ والأولادِ - وأتى ب « أنْ » ؛ لأنَّ مصبَّ الإرادة التَّعذيبُ، أي : إنَّما يريد الله تَعْذيبَهُم، فقد اختلف مُتعلَّقُ الإرادة في الآيتين. هذا هو الظَّاهر. وقال ابنُ الخطيب « فائدته : التَّنبيه على أنَّ التعليلَ في أحكام الله تعالى محالٌ، وإنَّما ورد حرفُ التعليل زائداً ومعناه » أنْ « لقوله تعالى ﴿ وَمَآ أمروا إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ الله ﴾ [ البينة : ٥ ]، أي :» وما أمروا إلا بأن يعبدوا الله «. وهناك » فِي الحياةِ الدُّنْيَا «، وهنا سقطت » الحَيَاة «، تنبيهاً على خِسِّيَّة الدُّنْيَا وأنَّها لا تَسْتحق أن تُسمَّى حياة، لا سيما وقد ذُكرت بعد ذكر موتِ المنافقين؛ فناسبَ ألاَّ تُسَمَّى حياة ».


الصفحة التالية
Icon