قوله :﴿ قُلِ ادعوا شُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ ﴾ قرأ أبُو عمرو كِيدُونِي بإثبات الياءِ وصلاً، وحذفها وقفاً وهشام بإثباتها في الحالين، والباقون بحذفها في الحالين، وعن هشامٍ. خلاف مشهور قال أبُو حيان : وقرأ أبُو عمرو وهشام بخلاف عنه فكيدُونِي بإثبات الياءِ وصلاً ووقفاً.
قال شهابُ الدِّينِ : أبو عمرو لا يثبتها وقفاً ألبتَّة، فإنَّ قاعدته في الياءاتِ الزائدة ما ذكرته، وفي قراءة فَكِيدثونِي ثلاثةُ ألفاظٍ، هذه وقد عُرف حكمُهَا، وفي هود :« فكيدوني جميعاً » أثبتها القراء كلهم في الحالين.
وفي المُرسلاتِ :﴿ فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ فَكِيدُونِ ﴾ [ الآية : ٣٩ ] حذفها الجميعُ في الحالين وهذا نظيرُ ما تقدَّم في قوله ﴿ واخشوني ﴾ [ البقرة : ١٥٠ ] فإنَّها في البقرة ثابتةٌ للكلّ وصلاً ووقفاً، ومحذوفةٌ في أوَّل المائدة، ومختلف في ثانيتها.
فصل
والمعنى : ادعُوا شركاءكم يا معشر المشركين ثمَّ كيدوني أنتم وهم فلا تُنظِرُون أي لا تمهلون واعجلوا في كيدي ليظهر لكم أنَّ لا قدرة لها على إيصار المضار بوجه من الوجوه.