قوله :﴿ إِنَّ وَلِيِّيَ الله ﴾ العامة على تشديد وَلِيِّيَ مضافاً لياء المتكلم المفتوحة، وهي قراءة واضحة أضاف الوليَّ إلى نفسه.
وقرأ أبو عمرو في بعض طرقه « إنَّ وليَّ » بياء واحدة مشددة مفتوحة، وفيها تخريجان :
أحدهما : قال أبُو عليٍّ : إن ياء « فعيل » مدغمةٌ في ياء المتكلم، وإنَّ الياء التي هي لام الكلمة محذوفةٌ، ومنع من العكس.
والثاني : أن يكون وليَّ اسمها، وهو اسمُ نكرة غيرُ مضافِ لياء المتكلم، والأصلُ : إنَّ وليّاً الله ف « وليّاً » اسمها والله خبرها، ثم حذف التنوين؛ لالتقاء الساكنين؛ كقوله :[ المتقارب ]

٢٦٥٢ - فأَلْفَيْتُه غَيْر مُسْتَعْتبٍ ولا ذَاكِر اللَّهَ إلاَّ قَلِيلا
وكقراءة من قرأ ﴿ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ الله الصمد ﴾ [ الإخلاص : ١ - ٢ ] ولم يبق إلاَّ الإخبارُ عن نكرةٍ بمرعفة، وهو واردٌ.
قال الشاعر :[ الطويل ]
٢٦٥٣ - وإنْ حَرَاماً أن أسُبَّ مُجَاشِعاً بآبَائِي الشمِّ الكِرَامِ الخَضَارِمِ
وقرأ الجحدريُّ في رواية إنَّ وليِّ الله بكسر الياءِ مشددة، وأصلها أنَّهُ سكن ياء المتكلم، فالتقت مع لام التعريف فحذفت، لالتقاء الساكنين، وبقيت الكسرة تدلُّ عليها نحو : إنَّ غلام الرَّجلُ.
وقرأ في رواية أخرى إنَّ وليَّ اللَّهِ بياء مشددة مفتوحة، والجلالة بالجرِّ، نقلهما عنه أبو عمرو الدَّاني أضاف الولي إلى الجلالةِ.
وذكر الأخفشُ وأبو حاتم هذه القراءة عنه، ولمْ يذكرا نَصْبَ الياء، وخرَّجها النَّاسُ على ثلاثة أوجه : الأولُ : قولُ الأخفش - وهو أن يكون وَليّ الله اسمُها والَّذي نزَّلَ الكتاب خبرها، والمراد ب « الذين نزّل الكتابَ » جبريل، لقوله تعالى :﴿ نَزَلَ بِهِ الروح الأمين ﴾ [ الشعراء : ١٩٣ ] :﴿ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ القدس ﴾ [ النحل : ١٠٢ ] إلاَّ أنَّ الأخفش قال في قوله ﴿ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصالحين ﴾ هو من صفة الله قطعاً لا من صفة جبريل، وفي تحتم ذلك نظرٌ.
والثاني : أن يكون الموصوف بتنزيل الكتاب هو الله تعالى، والمراد بالموصول النَّبيِّ ﷺ ويكون ثمَّ عائدٌ محذوفٌ لفهم المعنى والتقدير إنَّ وليَّ الله النبيُّ الذي نزَّ الله الكتاب عليه، فحذف عليه وإن لم يكن مشتملاً على شروط الحذف، لكنَّه قد جاء قليلاً، كقوله :[ الطويل ]
٢٦٥٤ - وإنَّ لِسَانِي شُهْدَةٌ يُشْتَفَى بِهَا وهُوَّ على مَنْ صَبَّهُ اللَّهُ عَلْقَمُ
أي : صبة اللَّهُ عليه، وقال آخر :[ الطويل ]
٢٦٥٥ - فأصْبَحَ مِنْ أسْمَاءَ قَيْسٌ كقَابضٍ عَلى المَاءِ لا يَدْرِي بِمَا هُوَ قَابِضُ
أي بما هو قابض عليه. وقال آخر :[ الطويل ]
١٦٥٦- لَعَلَّ الَّذي أصْعَدْتني أنْ يَرُدَّنِي إلى الأرْضِ إنْ لَمْ يَقْدرِ الخَيْرَ قَادِرُه
أي : أصعدتني به.
وقال آخر :[ الوافر ]
٢٦٥٧- ومِنْ حَسَدٍ يَجُوزُ عَليَّ قَوْمِي وأيُّ الدَّهْر ذُو لم يَحْسُدُونِي
أي يحسدوني فيه.
وقال آخر :[ الطويل ]


الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2025
Icon
٢٦٥٨ - فَقُلْتُ لهَا لاَ والَّذي حَجَّ حَاتِمٌ أخُونُكِ عَهْداً إنَّنِي غَيْرُ خَوَّانِ