٣٠٠٢- ولوْلاَ رجالٌ منْ رِزَامٍ أعِزَّةٍ... وآلُ سُبَيْعٍ أو أسُوءكَ عَلْقَمَا
وقولها :[ الوافر ]
٣٠٠٣- للُبْسُ عَبَاءَةٍ وتقرَّ عَيْنِي... أحَبُّ إليَّ من لُبْسِ الشُّفُوفِ
ويجوز أن يكون عطف هذه الجملةِ الفعلية على مثلها إن قدَّرت أنَّ « أنَّ » مرفوعة بفعل مقدرٍ بعد « لَوْ » عند المبرد، والتقدير : ول يستقر - أو يثبت - استقرار القوة أوْ آوي، ويكون هذان الفعلان ماضيي المعنى؛ لأنَّهما تقلب المضارع إلى المُضيِّ.
وأمَّا على رأي سيبويه في كون أنَّ « أنَّ » في محلِّ الابتداء، فيكون هذا مستأنفاً.
وقيل :« أوْ » بمعنى « بل » وهذا عند الكوفيين.
و « بِكُمْ » متعلق بمحذوفٍ؛ لأنه حالٌ من « قُوَّة »، إذ هو في الأصلِ صفةٌ للنكرة، ولا يجوزُ أن يتعلق ب « قُوَّةً » لأنها مصدرٌ.
والرُّكْنُ بسكون الكافِ وضمها الناحية من جبلٍ وغيره، ويجمع على أركان وأرْكُن؛ قال :[ الرجز ]
٣٠٠٤- وَزَحْمُ رُكْنَيْكَ شَدِيدُ الأرْكُنِ... فصل
المعنى : لو أنَّ لي قوة البدنِ، أو القوَّة بالأتباع، وتسمية موجب القوة بالقوَّة جائز قال تعالى :﴿ وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا استطعتم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الخيل ﴾ [ الأنفال : ٦٠ ] والمراد السلاح. ﴿ أَوْ آوي إلى رُكْنٍ شَدِيدٍ ﴾ أي : موضع حصين، وقيل : أنضم إلى عشيرةٍ مانعةٍ.
فإن قيل : كيف عطف الفعل على الاسم؟.
فالجوابُ قد تقدَّم.
قال أبُو هريرة - رضي الله عنه - :« ما بعث الله بعده نبيّاً إلاَّ في منعة من عشيرته ». « وروى أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي ﷺ قال :» يَرْحَمُ اللهُ لُوطاً لقد كَانَ يَأوي إلى رُكْنٍ شديدٍ «.
قال ابنُ عبَّاسٍ والمفسِّرُون - رضي الله عنهم - : أغلق لوطٌ بابه، والملائكة معه في الدَّار وهو يناظرهم ويناشدهم من وراءِ البابِ، وهم يُعَالجُونَ سور الجدار، فلما رأت الملائكةُ ما يلقى لوطٌ بسببهم :﴿ قَالُواْ يالوط ﴾ إنَّ ركنك شديدٌ ﴿ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يصلوا إِلَيْكَ ﴾ بسوءٍ ومكروه فإنا نحولُ بينهم وبين ذلك، فافتح الباب، ودعنا وإيَّاهم؛ ففتح الباب ودخلوا، واستأذن جبريلُ - ﷺ - ربه - عزَّو جلَّ - في عقوبتهم فأذن لهُ - فقام في الصُّورة اليت يكون فيها؛ فنشر جناحيه، وعليه وشاح من دُرٍّ منظوم، وهو براق الثَّنايا، أجلى الجبين، ورأسه مثل المرجان كأنَّه الثلج بياضاً، وقدماه إلى الخضرة، فضرب بجناحيه وجوههم فطمس أعينهم فأعماهم فصاروا لا يعرفون الطَّريق، فانصرفوا وهم يقولون : النَّجاة النَّجاة في بيت لوطٍ أسحرُ قوم في الأرض، سحرونا، وجَعلوا يقولون : يا لوطُ كما أنت حتى تصبح، وسترى ما تلقى منَّا غداً، فقال لوطٌ للملائكةِ : متى موعد هلاكهم؛ فقالوا : الصُّبح، قال : أريدُ أسرع من ذلك فلو أهلكتموهم الآن، فقالوا ﴿ أَلَيْسَ الصبح بِقَرِيبٍ ﴾.