٣٠٢٦- وأشْمَتَّ العُداةَ بِنَا فأضْحَوْا | لَدَيْ يَتباشَرُونَ بِمَا لَقِينَا |
فحذفت ياؤه لاجتماع الياءات
«. قال شهابُ الدِّين : الأولى أن يقال : حذفت ياءُ الإضافة من » لَدَيّ
« فبقيت الياءُ السَّاكنةُ قبلها المنقلبةُ عن الألف في » لَدَى
« وهو مثلُ قراءةِ من قرأ ﴿ يا بُنَيْ ﴾ [ هود : ٤٢ ] بالإسكان على ما سبق، وأمَّا الياءُ من » يَتَبَاشرُونَ
« فثابتةٌ لدلالتها على المضارعة.
ثم قال الفرَّاءُ :[ الرجز ]
٣٠٢٧- كأنَّ مِنْ آخِرِهَا إلقَادِمِ... يريد : إلى القادمِ؛ فحذف اللاَّم وتوجيهُ قولهم من آخرها إلقادم أنَّ ألف » إلى
« حذفت لالتقاءِ الساكنينِ، وذلك أنَّ ألف » إلى
« ساكنةٌ، ولام التَّعريف من القادم ساكنة، وهمزة الوصل حذفت درجاً، فلما التقيا حذف أولهما فالتقى لامان : لام » إلى
« ولام التعريف، فحذفت الثانية على رأيه، والأولى حذف الأولى؛ لأنَّ الثانية دالة على التعريف، فلم يبق من حرف » إلى
« غير الهمزة فاتصلت بلام » القادمِ
« فبقيت الهمزة على كسرها؛ فلهذا تلفظ بهذه الكلمة » مِنْ آخرِهَا إلقادِمِ
« بهمزة مكسورة ثابتةً درجاً؛ لأنها همزة قطع. قال أبُو شامة : وهذا قريبٌ من قولهم :» مِلْكذبِ
« و » عَلْماءِ بنُو فُلانٍ
« و » بَلْعَنْبَرِ
« يريدون : من الكذبِ، وعلى الماءِ بنُو فُلانٍ، وبنُو العَنْبرِ، قال شهابُ الدين - C- : يريدُ قوله :[ المنسرح ]٣٠٢٨- أبْلِغْ أبَا دَخْتَنُوسَ مألُكَة | غَيْرُ الذي قَد يُقَالُ مِلْكَذبِ |
المأكلة : الرِّسالة، وقول الآخر :[ الطويل ]٣٠٢٩أ- فَمَا سَبَقَ القَيْسِيُّ مِنْ سُوءِ فعلهِ | ولكِنْ طَفَتْ عَلْمَاءِ غُرْلَةُ خَالدِ |
الغُرْلة القُلفة، وقول الآخر :[ الخفيف ]٣٠٢٩ب- نَحْنُ قَوْمٌ مِلْجِينِّ في زيِّ ناسٍ | فَوْقَ طَيْرِ لَهَا شُخُوصُ الجِمالِ |
يريد : مِن الجنِّ. قال التبريزي في شرح الحماسة : وهذا مقيسٌ، وهو أن لام التعريف، إذا ظهرت في الاسم حذف الساكنُ قبلها؛ لأن الساكن لا يدغم في الساكن؛ تقول : أكلتُ مالخُبْزِ، ورَكْبَتْ مِلخَيْلِ، وحَملتُ مِلْجَمَلِ.
وقد ردَّ بعضهم قول الفرَّاء بأنَّ نون » مِنْ
« لا تحذف إلاَّ ضرورة، وأنشد :[ المنسرح ]٣٠٣٠-............. | ............. ملْكَذب |
الثالث : أنَّ أصلها » لمَا
« بالتَّخفيف، ثمَّ شددت، وإلى هذا ذهب أبو عثمان، قال الزَّجَّاج :» وهذا ليس بشيءٍ؛ لأنَّا لَسنَا نُثَقِّل ما كان على حرفين، وأيضاً فلغةُ العربِ العكس من ذلك يُخَفِّفُون ما كان مُثَقَّّلاً نحو :
« رُبَ » في
« رُبَّ » وقيل : في توجيه إنَّه لمَّا وقف عليها شدَّدها، كما قالوا : رأيتُ فرجًّا، وقصبًّا، ثم أجرى الوصل مجرى الوقف، وفي هذا نظرٌ؛ لأنَّ التَّضعيف إنَّما يكونُ في الحرف إذا كان آخراً، والميمُ هنا حشوٌ؛ لأنَّ الألف بعدها، إلاَّ أن يقال : إنَّه أجرى الحرف المتوسط مجرة المتأخِّر؛ كقوله :[ الرجز ]