قال ابن الخطيب :« ويمكن أن يقال : لعلَّ يوسف علم أنَّ أباهُ ما صدر أعمى إلاَّ من كثرة البكاءِ، وضيق القلبت، وذلك يضعفُ البصر، وإذا ألقي عليه قميصه، فلا بد وأن ينشرح صدره، وأن يحصل في قلبه الفرحُ الشديد، وذلك يقوِّي الرُّوحَ، ويزيلُ الضَّعف عن القوى فحينئذ يقوى بصره، ويزول عنه ذلك، فهذا القدرُ ممَّا يُمِكنُ معرفته بالقلبِ فإنَّ القوانين الطبيَّة تدلُّ على صحَّة هذا المعنى ».
قوله :« بِقَمِيصِي » يجوز أن يتعلَّق بما قبله على أنَّ الباء معدِّية كهي في « ذَهَبتُ بهِ » وأن تكون للحال فتتعلق بمحذوف، أي : اذهبوا معكم بقميصي، و « هَذَا » نعتٌ له، أو بدلٌ، أو بيانٌ، و « بَصِيراً » حالٌ، و « أجْمَعِينَ » توكيد له، وقد أكد بِهَا دُون كل، ويجوز أن تكون حالاً.


الصفحة التالية
Icon