قوله :﴿ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ ﴾ قرأ ابن كثيرٍن وأبو عمرو، وحفص : بالرفع في الأربعة، والباقون بالخفض، فالرفع في « زَرْعٌ ونَخِيلٌ » للنسق على « قِطَعٌ » وفي « صِنْوانٌ » لكونه تابعاً ل « نَخِيلٌ »، و « غَيْرُ » لعطفه عليه.
وعاب أبو حيَّان على ابن عطيَّة قوله :« عطفاً على : قِطَعٌ ». قال : وليست عبارة محررة؛ لأنَّ فيها ما ليس بعطفٍ، وهو « صِنوانٌ » «.
قال شهابُ الدين :» ومثل هذا [ غير معيب ] ؛ لأنَّه عطف محقق غاية ما فيه أنَّ بعض ذلك تابع، فلا يقدحُ في هذه العبارة، والخفض مراعاة ل « أعنابٍ » «.
وقال ابن عطيَّة :» عطفاً على « أعْنابٍ »، وعابها أبو حيان بما تقدَّم وجوابه ما تقدَّم.
وقد طعن قومٌ على هذه القراءة، وقالوا : ليس الزَّرعُ من الجنَّات، وروي لك عن أبي عمر.
وقد أجيب عن ذلك : بأنَّ الجنَّة احتوت على النَّخيل، والأعناب، لقوله تعالى ﴿ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً ﴾ [ الكهف : ٣٢ ].
وقال أبو البقاءِ :« وقيل : المعنى، ونبات زرع فعطفه على المعنى ».
قال شهاب الدين :« ولا أدري ما هذا الجوابُ؛ لأنَّ الذي يمنعُ أن يكون الجنة من الزَّرعِ بمعنى أن يكون من نبات الزَّرعِ، وأي فرق ». والصنوان : جمع صنوٍ كقنوان جمع قنو، وقد تقدَّم تحقيق هذا التّنبيه في الأنعام.
و « الصِّنْوُ » : الفرع يجمعه وفرعاً آخر أصل واحد، وأصله المثل، وفي الحديث :« عمَّ الرَّشجل صِنْوُ أبيه »، أي : مثله؛ أو لأنهما يجمعهما أصل واحدٌ والعامة على كسر الصاد.
وقرأ السلميُّ، وابن مصرف، وزيد بن عليٍّ : بضمها، وهي لغة قيسٍ، وتميم كذئب، وذُؤبان.
وقرأ الحسنُ، وقتادة : بفتحها، وهو اسم جمعٍ لا جمع تكسير؛ لأنه لس من أبنية « فعلان »، ونظير « صنْوان » بالفتح « السَّعْدَان » هذا جمعه في الكثرةِ، وأمَّا القلَّة، فيجمع على « أصْنَاء » ك « جَمَل، وأجْمَال ».
قوله :﴿ يسقى بِمَآءٍ وَاحِدٍ ﴾ قرأ ابنُ عامرٍ، وعاصمٌ « يُسْقَى » بالياء من تحت أي يسقى بما ذكرنا، والباقون بالتاء من فوق مراعاة للفظ ما تقدَّم، وللتأنيث في قوله « وجَنَّاتٍ »، ولقوله :« بَعْضَهَا ».
قوله « ونُفَصِّلُ » قرأة بالياء من تحت مبنيًّا للفاعل : الأخوان، والباقون بنون العظمة، ويحيى بن يعمر، وأبو حيوة :« يُفَضَّلُ » بالياء منبيًّا للمفعول و « بَعضُهَا » رفعاً.
وقال أبو حاتم : وجدته كذلك في مصحف يحيى بن يعمر، وهو أوَّل من نقط المصاحف، وتقدَّم [ الخلاف ] في الأكل في البقرةِ.
وفي « الأكلٍ » وجهان :
أظهرهما : أنَّه ظرفٌ [ ل « نُفَضِّلُ » ].