٣٢١٠ أقْبَلَ فِي ثَوْبٍ مَعَافِريِّ | عِنْدَ اختلاطِ اللَّيْلِ والعَشِيَّ |
قال شهابُ الدين رحمه الله :» إطلاق النحاة قولهم : إنها تضاف إلى الجمل كاف في هذا، ولا يحتاج تتبع كلَّ فرد فرد مع إطلاقهم القوانين الكلية «.
ثم قال : وأما قوله : لأن ياء الإضافة إلى آخره، قد روي بسكون الياء بعد الألف، وقد قرأ بذلك القراء، نحو :﴿ وَمَحْيَايَ ﴾ [ الأنعام : ١٦٢ ].
قال شهاب الدين : مجيء السُّكون في هذه الياء لا يفيده ههنا، وإنَّما كان يفيده لو جاء بها مكسورة بعد الألف فإنهن محل البحث، وأنشد النحاة بيت الذبياني بالكسر والفتح، وهو قوله :[ الطويل ]
٣٢١١ عَليَّ لِعمْرٍو نِعْمةٌ بَعْندَ نِعْمةٍ | لِوالِدهِ ليْسَتْ بِذاتِ عَقارِبِ |
وقال أبوعبيدٍ : أمَّا الخفض فإنا نراه غلطاً؛ لأنَّهم ظنوا أنَّ الياء تكسر كل ما بعدها، وقد كان في القراء من يجعله لحناً، ولا أحبُّ أن أبلغ به هذا كله، ولكن وجه القراءة عندنا غيرها.
وقال الأخفش :» ما سمعت بهذا من أحد من العرب ولا من أحد من النحويين «.
قال النحسا : فصار هذا إجماعاً، ولا يجوز، فقد تقدَّم ما حكاهُ النَّاس من أنها لغة ثابتة لبعض العرب.
وقد انتدب لنصرة هذه القراءة أبو علي الفارسي قال في حجَّته :» وجه ذلك أن الياء ليست تخلو من أن تكون في موضع نصب أو جر، فالياء في النصب والجر كالهاء فيهما وكالكاف في « أكْرَمْتُكَ » وهذا لك، فكما أنَّ الهاء قد لحقها الزيادة في « هذال لهو، وضربهو »، ولحق الكاف أيضاً الزيادة في قول من ق ل :« أعْطَاكهُ » و « أعْطَيْتكَهُ » فيما حكاهُ سيبويه وهما أختا الياء، ولحقت الياء الزيادةم في قول الشاعر :[ الهزج ]
٣٢١٢، رَمَيْتِيهِ فأصْمَيْتِ | ومَا أخْطَأتِ [ في ] الرَّميَه |