وقيل : هي الكشوث وهل العسَّة، وهي شجرةٌ لا ورق لها، ولا عروق في الأرض.
[ قال الشاعر :] [ البسيط ]
٣٢١٨.......................... | وهيَ كَشُوثٌ فلا أصْلٌ ولا ثَمَر |
« اجْتُثَّت » اقتلعت من فوق الأرض « مَا لهَا من قرارٍ » ثابت، أي : ليس لها أصلٌ ثابتٌ في الأرض ولا فرع صاعد إلى السماء، كذلك الكافر لا خير فيه، ولا صعد له قولٌ طيب، ولا عمل صالح.
فصل
قوله تعالى :﴿ يُثَبِّتُ الله الذين آمَنُواْ بالقول الثابت ﴾ كلمة التوحيد، وهي قوله : لا إله إلا الله ﴿ فِي الحياة الدنيا ﴾ يعني قبل الموت، ﴿ وَفِي الآخرة ﴾ يعني في القبر هذا قول أكثر المفسرين.
وقيل :﴿ فِي الحياة الدنيا ﴾ في القبر عند السؤال ﴿ وَفِي الآخرة ﴾ عند البعث، والأول أصح، لما روى البراء بن عازب أنَّ رسول الله ﷺ قال :« المُسْلِمُ إذَا سُئِلَ في القَبْرِ يَشهَدُ أنَّ لا إلهَ إلاَّ اللهُ، وأنَّ مُحمَّداً رَسُولُ اللهِ، فذَلِكَ قولهُ سُبحانَهُ ﴿ يُثَبِّتُ الله الذين آمَنُواْ بالقول الثابت فِي الحياة الدنيا وَفِي الآخرة ﴾ قال حين يُقالُ لَهُ : مَن ربُّكَ؟ ومَا دِينُكَ؟ ومَنْ نَبيُّكَ؟ فيقول : الله ربِّي، ودينِي الإسلامُ، ونَبِيِّي مُحمَّدٌ » واالمشهور أن هذه الآية وردت في سؤال الملكين في القبر، فيلقّن الله المؤمن لكمة الحق في القبر عند السؤال، ويثبته على الحق.
ومعنى « الثَّابِتِ » هو أنَّ الله تعالى إنَّما يثبتهم في القبر لمواظبتهم في الحياة الدنيا على هذا القول.
قوله :« بالقَوْلِ » فيه وجهان :
أحدهما : تعلقه ب « يُثَبِّتُ ».
والثاني : أنه متعلق ب « آمنُوا ».
وقوله تعالى :﴿ فِي الحياة ﴾ متعلق ب « يُثَبِّتُ » ويجوز أن يتعلق ب « الثَّابتِ ».
ثمَّ قال تعالى :﴿ وَيُضِلُّ الله الظالمين ﴾ أي : لايهدي المشركين للجواب بالصواب في القبر ﴿ وَيَفْعَلُ الله مَا يَشَآءُ ﴾ من التوفيق والخذلان والتثبيت، وترك التثبيت.