وثانيها : خلق الأرض.
وثالثها : قوله :﴿ وَأَنزَلَ مِنَ السمآء مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثمرات رِزْقاً لَّكُمْ ﴾.
« مِنَ السَّماءِ : يجوز أني تعلق ب » أنْزلَ «، و » من « لابتداءِ الغايةِ، وأن يتعلق بمحذوف على أنَّه حال من » مَاءٍ « ؛ لأ، ه صفته في الأصل، وكذلك » مِنَ الثَّمراتِ « في الوجهين.
وجوَّز الزمخشري وابن عطية : أن تكون :» مِنْ « لبيان الجنس، أي : ورزقاً هو الثمرات.
وردت عليهما بأن التي للبيان إنَّما تجيء بعد المبهم، وقد يجاب عنهما؛ بأنهما أرادا ذلك من حيث المعنى لا الإعراب، وقد تقدم ذلك في البقرة [ البقرة ٢٣، ٢٥ ].
ورابعها : قوله تعالى :﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ الفلك لِتَجْرِيَ فِي البحر بِأَمْرِهِ ﴾ يجوز أن يتعلق » بأمْرهِ « ب » تَجْرِي « أي : بسببه، أو بمحذوف على أنَّها للحال، أي : ملتبسة به.
وخامسها : قوله ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأنهار ﴾.
وسادسها، وسابعها :﴿ وَسَخَّر لَكُمُ الشمس والقمر دَآئِبَينَ ﴾ دائبين حال من » الشمسِ والقَمرِ «، وتقدم اشتقاق الدَّأبِ.
وثامنها وتاسعها :﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ الليل والنهار ﴾.
وعاشرها : قوله تعالى :﴿ وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ﴾ العكامة على أضافة :» كُلِّ « إلى ما. وفي » مِنْ « قولان :
أحدهما : أنَّها زائدة في المفعول الثاني، أي : كل ما سألتموه وهذا إنَّما يتأتَّى على قول الأخفشِ.
والثاني : أن تكون تبعيضية، أي : آتاكم بعض جميع ما سألمتوه نظراً لكم ولمصالحكم وعلى هذا فالمفعول محذوف، تقديره : وآتاكم من كل ما سألتموه، وهو رأي سيبويه و » مَا « يجوز فيها أن تكون موصولة اسمية، أو حرفية، أو نكرة موصوفة، والمصدر واقع موقع المفعول، أي : مسئولكم، فإن كانت مصدرية فالضمير في :» سَألتُموهُ « عائد على الله تعالى وإن كانت موصولة، أو موصوفة كان عائداً عليها، ولا يجوز أن يكون عائداً على الله تعالى، وعائد الموصول أو الموصوف محذوف، لأنه إما أ ن يقدر متصلاً سألتموهوه، أو منفصلاً سألتموه إيَّاه، و كلاهما لا يجوز فيه الحذف لما تقدم أول البقرة في قوله :﴿ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴾.
وقرأ ابن عباس، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، والحسن، والضحاك، وعمرو بن فائد وقتادة، وسلام، ويعقوب، ونافع رضشي الله عنهم في رواية :» مِنْ كُلِّ « منونة، وفي » مَا « على هذه القراءة وجهان :
أحدهما : أنَّها نافية، وبيه بدأ الزمخشري، فقال : و » مَا سَألتْمُوهُ « نفي ومحله النَّصب على الحال، أي : آتاكم من جميع ذلك غير سائلين.