وأخرج أحمد وأبو الشيخ عن عائشة أن رسول الله ﷺ قال « رأيت جبريل مهبطاً قد ملأ ما بين الخافقين، عليه ثياب سندس معلق بها اللؤلؤ والياقوت ».
وأخرج أبو الشيخ عن شريح بن عبيد « أن النبي ﷺ لما صعد إلى السماء رأى جبريل في خلقته منظومة أجنحته بالزبرجد واللؤلؤ والياقوت، قال : فخيل إلي أن ما بين عينيه قد سد الأفق، وكنت أراه قبل ذلك على صور مختلفة، وأكثر ما كنت أراه على صورة دحية الكلبي، وكنت أحياناً أراه كما يرى الرجل صاحبه من وراء الغربال ».
وأخرج ابن جرير عن حذيفة وابن جرير وقتادة. دخل حديث بعضهم لبعض لجبريل جناحان، وعليه وشاح من در منظوم، وهو براق الثنايا، أجلى الجبينين، ورأسه حُبكَ حبكاً مثل المرجان، وهو اللؤلؤ كأنه الثلج، وقدماه إلى الخضرة.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس عن النبي ﷺ قال « ما بين منكبي جبريل مسيرة خمسمائة عام للطائر السريع الطيران ».
وأخرج أبو الشيخ عن وهب بن منبه. أنه سئل عن خلق جبريل؟ فذكر أن ما بين منكبيه من ذي إلى ذي خفق الطير سبعمائة عام.
وأخرج ابن سعد والبيهقي في الدلائل عن عمار بن أبي عمار. إن حمزة بن عبد المطلب قال : يا رسول الله أرني جبريل على صورته. قال « إنك لا تستطيع أن تراه. قال : بلى فأرنيه. قال : فاقعد. فقعد فنزل جبريل على خشبة كانت الكعبة يلقي المشركون عليها ثيابهم إذا طافوا، فقال النبي ﷺ : ارفع طرفك. فانظر فرفع طرفه، فرأى قدميه مثل الزبرجد الأخضر، فخر مغشياً عليه ».
وأخرج ابن المبارك في الزهد عن ابن شهاب « أن رسول الله ﷺ سأل جبريل أن يتراءى له في صورته فقال جبريل : إنك لن تطيق ذلك. قال : إني أحب أن تفعل. فخرج رسول الله ﷺ إلى المصلى في ليلة فأتاه في ليلة مقمرة، فأتاه جبريل في صورته، فغشي على رسول الله ﷺ حين رآه، ثم أفاق وجبريل مسنده وواضع إحدى يديه على صدره والآخرى بين كتفيه، فقال رسول الله ﷺ : ما كنت أرى أن شيئاً من الخلق هكذا! فقال جبريل : فكيف لو رأيت إسرافيل، إن له لاثني عشر جناحاً، منها جناح في المشرق، وجناح في المغرب، وإن العرش على كاهله، وإنه ليتضاءل أحياناً لعظمة الله تعالى حتى يصير مثل الوصع، حتى ما يحمل عرشه إلا عظمته ».


الصفحة التالية
Icon