وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات وابن مردويه والديلمي عن علي « أن النبي ﷺ سئل عن المسوخ فقال : هم ثلاثة عشر. الفيل، والدب، والخنزير، والقرد، والجريث، والضب، والوطواط، والعقرب، والدعموص، والعنكبوت، والأرنب، وسهيل، والزهرة، فقيل : يا رسول الله وما سبب مسخهن؟ فقال : أما الفيل فكان رجلاً جباراً لوطياً لا يدع رطباً ولا يابساً، وأما الدب فكان مؤنثاً يدعو الناس إلى نفسه، وأما الخنزير فكان من النصارى الذين سألوا المائدة فلما نزلت كفروا، وأما القردة فيهود اعتدوا في السبت، وأما الجريث فكان ديوثاً يدعو الرجال إلى حليلته، وأما الضب فكان إعرابياً يسرق الحاج بمحجنه، وأما الوطواط فكان رجلاً يسرق الثمار من رؤوس النخل، وأما العقرب فكان رجلاً لا يسلم أحد من لسانه، وأما الدعموص فكان نماماً يفرق بين الأحبة، وأما العنكبوت فامرأة سحرت زوجها، وأما الأرنب فامرأة كانت لا تطهر من حيض، وأما سهيل فكان عشاراً باليمن، وأما الزهرة فكانت بنتاً لبعض ملوك بني إسرائيل افتتن بها هاروت وماروت ».
وأخرج الطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : جاء جبريل إلى النبي ﷺ في حين غير حينه الذي كان يأتيه فيه، فقام إليه رسول الله ﷺ فقال « يا جبريل ما لي أراك متغير اللون؟! فقال : ما جئتك حتى أمر الله بمفاتيح النار. فقال رسول الله ﷺ : يا جبريل صف لي النار وانعت لي جهنم. فقال جبريل : إن الله تبارك وتعالى أمر بجهنم فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة لا يضيء شررها ولا يطفأ لهبها، والذي بعثك بالحق لو أن ثقب ابرة فتح من جهنم لمات من في الأرض كلهم جميعاً من حره، والذي بعثك بالحق لو أن ثوباً من ثياب الكفار علق بين السماء والأرض لمات من في الأرض جميعاً من حره، والذي بعثك بالحق لو أن خازناً من خزنة جهنم برز إلى أهل الدنيا فنظروا إليه لمات من في الأرض كلهم من قبح وجهه ومن نتن ريحه، والذي بعثك بالحق لو أن حلقة من حلق سلسلة أهل النار التي نعت الله في كتابه وضعت على جبال الدنيا لارفضت وما تقارت حتى تنتهي إلى الأرض السفلى. فقال رسول الله ﷺ » حسبي يا جبريل «، فنظر رسول الله ﷺ إلى جبريل وهو يبكي فال : تبكي يا جبريل وأنت من الله بالمكان الذي أنت به؟ فقال : وما لي لا أبكي أنا أحق بالبكاء، لعلي أكون في علم الله على غير الحال التي أنا عليها، وما أدري لعلي ابتلي بما ابتلي به إبليس فقد كان من الملائكة، وما أدري لعلي ابتلي بما ابتلي به هاروت وماروت، فبكى رسول الله ﷺ وبكى جبريل، فما زالا يبكيان حتى نوديا : أن يا جبريل ويا محمد ان الله قد أمنكما أن تعصياه ».


الصفحة التالية
Icon