وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الرمي عن ابن عباس قال : أوّل من عمل القسي إبراهيم عليه السلام.
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإِيمان عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ « كان أوّل من ضيف الضيف إبراهيم عليه السلام ».
وأخرج ابن سعد وابن أبي الدنيا وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإِيمان عن عكرمة قال : كان إبراهيم خليل الرحمن يكنى أبا الضيفان، وكان لقصره أربعة أبواب لكي لا يفوته أحد.
وأخرج البيهقي عن عطاء قال : كان إبراهيم خليل الله عليه السلام، إذا أراد أن يتغدى طلب من يتغدى معه إلى ميل.
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان والخطيب في تاريخه والديلمي في مسند الفردوس والغسولي في جزئه المشهور واللفظ له عن تميم الداري « أن رسول الله ﷺ سئل عن معانقة الرجل الرجل إذا هو لقيه؟ قال : كانت تحية الأمم. وفي لفظ : كانت تحية أهل الإِيمان وخالص ودّهم، وإن أول من عانق خليل الرحمن، فإنه خرج يوماً يرتاد لماشيته في جبال من جبال بيت المقدس إذا سمع صوت مقدس يقدس الله تعالى، فذهل عما كان يطلب فقصد قصد الصوت، فإذا هو بشيخ طوله ثمانية عشر ذراعاً أهلب يوحد الله تعالى، فقال له إبراهيم : يا شيخ من ربك؟ قال : الذي في السماء. قال : من رب الأرض؟ قال : الذي في السماء. قال : فيها رب غيره؟ قال : ما فيها رب غيره، لا إله إلا هو وحده.
قال إبراهيم : فأين قبلتك؟ قال : إلى الكعبة. فسأله عن طعامه فقال : أجمع من هذه الثمرة في الصيف فآكله في الشتاء. قال : هل بقي معك أحد من قومك؟ قال : لا. قال : أين منزلك؟ قال : تلك المغارة. قال : اعبر بنا إلى بيتك. قال : بيني وبينها واد لا يخاض. قال : فكيف تعبره؟ فقال : أمشي عليه ذاهباً وأمشي عليه عائداً. قال : فانطلق بنا فلفعل الذي ذلله لك يذلله لي.
فانطلقا حتى انتهيا فمشيا جميعاً عليه كل واحد منهما يعجب من صاحبه، فلما دخلا المغارة فإذا بقبلته قبلة إبراهيم قال له إبراهيم : أي يوم خلق الله أشد؟ قال الشيخ : ذلك اليوم الذي يضع كرسيه للحساب، يوم تسعر جهنم لا يبقى ملك مقرب و لا نبي مرسل إلاَّ خر يهمه نفسه. قال له إبراهيم : ادع الله يا شيخ أن يؤمني وإياك من هول ذلك اليوم. قال الشيخ : وما تصنع بدعائي ولي في السماء دعوة محبوسة منذ ثلاث سنين؟ قال إبراهيم : ألا أخبرك ما حبس دعاءك قال : بلى. قال : إن الله تعالى إذا أحب عبداً احتبس مسألته يحب صوته، ثم جعل له على كل مسألة ذخراً لا يخطر على قلب بشر، وإذا أبغض الله عبداً عجل له حاجته أو ألقى الأياس في صدره ليقبض صوته، فما دعوتك التي هي في السماء محبوسة؟
قال : مر بي ههنا شاب في رأسه ذؤابة منذ ثلاث سنين ومعه غنم، قلت : لمن هذه؟ قال : لخليل الله إبراهيم.


الصفحة التالية
Icon