وأخرج الأزرقي عن ابن عباس قال : لما أهبط الله آدم إلى الأرض أهبطه إلى موضع البيت الحرام وهو مثل الفلك من رعدته، ثم أنزل عليه الحجر الأسود وهو يتلألأ من شدة بياضه، فأخذه آدم فضمه إليه آنساً به، ثم نزل عليه القضاء فقيل له : تخط يا آدم، فتخطى فإذا هو بأرض الهند أو السند فمكث بذلك ما شاء الله، ثم استوحش إلى الركن فقيل له : احجج. فحج فلقيته الملائكة فقالوا : برّ حجك يا آدم، ولقد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام.
وأخرج الأزرقي عن أبان. أن البيت أهبط ياقوتة واحدة، أو ذرة واحدة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كان البيت من ياقوتة حمراء، ويقولون : من زمردة خضراء.
وأخرج الأزرقي عن عطاء بن أبي رباح قال : لما بنى ابن الزبير الكعبة أمر العمال أن يبلغوا في الأرض، فبلغوا صخراً أمثال الإِبل الخلف قال زيد : فاحفروا فلما زادوا بلغوا هواء من نار يلقاهم فقال : مالكم؟! قالوا : لسنا نستطيع أن نزيد رأينا أمراً عظيماً، فقال لهم : ابنوا عليه. قال عطاء : يروون أن ذلك الصخر مما بنى آدم عليه السلام.
وأخرج الأزرقي عن عبيد الله بن أبي زياد قال : لما أهبط الله آدم من الجنة قال : يا آدم ابن لي بيتاً بحذاء بيتي الذي في السماء، تتعبد فيه أنت وولدك كما يتعبد ملائكتي حول عرشي، فهبطت عليه الملائكة فحفر حتى بلغ الأرض السابعة، فقذف فيه الملائكة الصخر حتى أشرف على وجه الأرض، وهبط آدم بياقوتة حمراء مجوفة لها أربعة أركان بيض فوضعها على الأساس، فلم تزل الياقوتة كذلك حتى كان زمن الغرق فرفعها الله.


الصفحة التالية
Icon