وأخرج وكيع وعبد بن حميد وأبو داود في ناسخه والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن البراء في قوله ﴿ سيقول السفهاء من الناس ﴾ قال : اليهود.
وأخرج أبو داود في ناسخه من طريق مجاهد عن ابن عباس قال : أول آية نسخت من القرآن القبلة، ثم الصلاة الأولى.
وأخرج الطبراني عن ابن عبّاس قال « صلى النبي ﷺ ومن معه نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً، ثم حوّلت القبلة بعد ».
وأخرج البيهقي في الدلائل عن الزهري قال :« صرفت القبلة نحو المسجد الحرام في رجب على رأس ستة عشر شهراً من مخرج رسول الله ﷺ من مكة، وكان رسول الله ﷺ يقلب وجهه في السماء وهو يصلي نحو بيت المقدس، فأنزل الله حين وجهه إلى البيت الحرام ﴿ سيقول السفهاء من الناس ﴾ وما بعدها من الآيات، فأنشأت اليهود تقول : قد اشتاق الرجل إلى بلده وبيت أبيه، وما لهم حتى تركوا قبلتهم يصلون مرة وجهاً ومرة وجهاً آخر، وقال رجال من الصحابة : فكيف بمن مات منا وهو يصلي قبل بيت المقدس؛ وفرح المشركون وقالوا : إن محمداً قد التبس عليه أمره، ويوشك أن يكون على دينكم، فأنزل الله في ذلك هؤلاء الآيات ».
وأخرج ابن جرير عن السدي قال : لما وجه النبي ﷺ قبل المسجد الحرام اختلف الناس فيها فكانوا أصنافاً، فقال المنافقون : ما بالهم كانوا على قبلة زماناً ثم تركوها وتوجهوا غيرها؟ وقال المسلمون : ليت شعرنا عن إخواننا الذين ماتوا وهم يصلون قبل بيت المقدس هل يقبل الله منا ومنهم أم لا؟ وقال اليهود : إن محمداً اشتاق إلى بلد أبيه ومولده، ولو ثبت على قبلتنا لكنا نرجو أن يكون هو صاحبنا الذي ننتظر، وقال المشركون من أهل مكة : تحير على محمد دينه فتوجه بقبلته إليكم وعلم أنكم كنتم أهدى منه، ويوشك أن يدخل في دينكم، فأنزل الله في المنافقين ﴿ سيقول السفهاء من الناس ﴾ إلى قوله ﴿ إلا على الذين هدى الله ﴾، وأنزل في الآخرين الآيات بعدها.
وأخرج مالك وأبو داود في ناسخه وابن جرير والبيهقي في الدلائل عن سعيد بن المسيب « أن رسول الله ﷺ صلى بعد أن قدم المدينة ستة عشر شهراً نحو بيت المقدس، ثم تحوّلت القبلة إلى الكعبة قبل بدر بشهرين ».
وأخرج ابن عدي والبيهقي في السنن والدلائل من طريق سعيد بن المسيب قال : سمعت سعد بن أبي وقاص يقول « صلى رسول الله ﷺ بعدما قدم المدينة ستة عشر شهراً نحو بيت المقدس، ثم حوّل بعد ذلك قبل المسجد الحرام قبل بدر بشهرين ».