« أن رسول الله ﷺ قال : ما من مسلم يموت فتشهد له أربعة من أهل أبيات جيرانه الأدنين أنهم لا يعلمون منه إلا خيراً إلا قال الله : قد قبلت شهادتكم فيه وغفرت له ما لا تعلمون ».
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وابن جرير والطبراني عن سلمة بن الأكوع قال « مر على النبي ﷺ بجنازة رجل من الأنصار، فأثني عليها خيراً فقال : وجبت. ثم مر عليه بجنازة أخرى، فأثني عليها دون ذلك فقال : وجبت فقال : يا رسول الله وما وجبت؟ قال : الملائكة شهود الله في السماء وأنتم شهود الله في الأرض ».
وأخرج الخطيب في تاريخه عن أنس قال : قال رسول الله ﷺ « ما من مسلم يموت فيشهد له رجلان من جيرانه الأدنين فيقولان اللهم لا نعلم إلا خيراً إلا قال الله للملائكة : اشهدوا أني قد قبلت شهادتهما وغفرت ما لا يعلمان ».
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن كعب قال : أعطيت هذه الأمة ثلاث خصال لم يعطها إلا الأنبياء، كان النبي يقال له : بلغ ولا حرج، وأنت شهيد على قومك، وادع اجبك. وقل لهذه الأمة ﴿ ما جعل عليكم في الدين من حرج ﴾ [ الحج : ٧٨ ] وقال ﴿ لتكونوا شهداء على الناس ﴾ وقال ﴿ ادعوني أستجب لكم ﴾ [ غافر : ٦٠ ].
وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم أن الأمم يقولون يوم القيامة : والله لقد كادت هذه الأمة أن يكونوا أنبياء كلهم لما يرون الله أعطاهم.
وأخرج ابن المبارك في الزهد وابن جرير عن حبان بن أبي جبلة يسنده إلى رسول الله ﷺ قال « إذا جمع الله عباده يوم القيامة كان أول من يدعى إسرافيل، فيقول له ربه : ما فعلت في عهدي هل بلغت عهدي؟ فيقول : نعم، رب قد بلغته جبريل. فيدعى جبريل فيقال : هل بلغك إسرافيل عهدي؟ فيقول : نعم. فيخلى عن إسرافيل، ويقول لجبريل : هل بلغت عهدي؟ فيقول : نعم، قد بلغت الرسل، فتدعى الرسل فيقال لهم : هل بلغكم جبريل عهدي؟ فيقولون : نعم. فيخلى جبريل، ثم يقال للرسل : هل بلغتم عهدي؟ فيقولون : نعم، بلغناه الأمم. فتدعى الأمم فيقال لهم : هل بلغتكم الرسل عهدي؟ فمنهم المكذب ومنهم المصدق. فتقول الرسل : إن لنا عليهم شهداء. فيقول : من؟ فيقولون : أمة محمد. فتدعى أمة محمد فيقال لهم : أتشهدون أن الرسل قد بلغت الأمم؟ فيقولون : نعم. فتقول الأمم : يا ربنا كيف يشهد علينا من لم يدركنا؟ فيقول الله : كيف تشهدون عليهم ولم تدركوهم؟ فيقولون : يا ربنا أرسلت إلينا رسولاً، وأنزلت علينا كتاباً، وقصصت علينا فيه أن قد بلغوا، فنشهد بما عهدت إلينا. فيقول الرب : صدقوا، فذلك قوله ﴿ وكذلك جعلناكم أمة وسطاً ﴾ والوسط العدل ﴿ لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً ﴾ ».


الصفحة التالية
Icon