وأخرج البزار عن أنس قال « بينا رسول الله ﷺ جالس مع أصحابه إذا جاءه رجل ليس عليه ثياب السفر يتخلل الناس حتى جلس بين يدي رسول الله ﷺ، فوضع يده على ركبة رسول الله ﷺ فقال : يا محمد ما الإِسلام؟ قال : شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان، وحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً. قال : فإذا فعلت فأنا مؤمن؟ قال : نعم. قال : صدقت. قال : يا محمد ما الإِحسان؟ قال : أن تخشى الله كأنك تراه فإن لم تره فإنه يراك. قال : فإذا فعلت ذلك فأنا محسن؟ قال : نعم. قال : صدقت. قال : يا محمد متى الساعة؟ قال : ما المسؤول عنها بأعلم من السائل! وأدبر الرجل فذهب. فقال رسول الله ﷺ : عليّ بالرجل، فاتبعوه يطلبونه فلم يروا شيئاً. فقال رسول الله ﷺ : ذاك جبريل جاءكم ليعلمكم دينكم ».
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة وأبي ذرٍّ قالا :« إنا لجلوس ورسول الله ﷺ جالس في مجلسه محتب إذ أقبل رجل من أحسن الناس وجهاً، وأطيب الناس ريحاً، وأنقى الناس ثوباً، فقال : يا محمد ما الإِسلام؟ قال : أن تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحج البيت، وتصوم رمضان، قال : فإذا فعلت هذا فقد أسلمت؟ قال : نعم. قال : صدقت. فقال : يا محمد أخبرني ما الإِيمان؟ قال : الإِيمان بالله، وملائكته، والكتاب، والنبيين، وتؤمن بالقدر كله. قال : فإذا فعلت ذلك فقد آمنت؟ قال : نعم. قال : صدقت ».
وأخرج أحمد والنسائي عن معاوية بن حيدة قال « قلت يا رسول الله ما الذي بعثك الله به؟ قال : بعثني الله بالإِسلام! قلت : وما الإِسلام؟ قال : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة ».
أما قوله تعالى :﴿ وآتى المال على حبه ﴾.
أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ﴿ وآتى المال ﴾ يعني أعطى المال ﴿ على حبه ﴾ يعني على حب المال.
وأخرج ابن المبارك في الزهد ووكيع وسفيان بن عيينة وعبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن مسعود ﴿ وآتى المال على حبه ﴾ قال : يعطي وهو صحيح شحيح يأمل العيش ويخاف الفقر.
وأخرج الحاكم عن ابن مسعود مرفوعاً. مثله.
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن المطلب « أنه قيل : يا رسول الله ما آتى المال على حبه فكلنا نحبه؟ قال رسول الله ﷺ : تؤتيه حين تؤتيه ونفسك حين تحدثك بطول العمر والفقر ».


الصفحة التالية
Icon