وأخرج أبو داود في ناسخة عن ابن عباس ﴿ ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله ﴾ ثم استثنى فقال ﴿ فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك ﴾.
وأخرج وكيع وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان والبيهقي عن عبد الله بن مغفل قال :« قعدت إلى كعب بن عجرة فسألته عن هذه الآية ﴿ ففدية من صيام أو صدقة أو نسك ﴾ فقال : نزلت فيَّ، كان بي أذى من رأسي، فحملت إلى النبي ﷺ والقمل يتناثر على وجهي فقال : ما كنت أرى أن الجهد بلغ بك هذا! أما تجد شاة؟ قلت : لا. قال : صم ثلاثة أيام أو اطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من طعام، واحلق رأسك. فنزلت فيّ خاصة، وهي لكم عامة ».
وأخرج الترمذي وابن جرير عن كعب بن عجرة قال « لفيّ نزلت وإياي عني بها ﴿ فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه ﴾ قال لي النبي ﷺ وهو بالحديبية وهو عند الشجرة : أيؤذيك هوامك؟ قلت : نعم. فنزلت ».
وأخرج ابن مردويه والواحدي عن ابن عباس قال « لما نزلنا الحديبية جاء كعب بن عجرة ينتر هوام رأسه على وجهه فقال : يا رسول الله ﷺ هذا القمل قد أكلني؟ فأنزل الله في ذلك الموقف ﴿ فمن كان منكم مريضاً... ﴾ الآية. فقال رسول الله ﷺ : النسك شاة، والصيام ثلاثة أيام، والطعام فرق بين ستة مساكين ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ فمن كان منكم مريضاً ﴾ يعني من اشتد مرضه.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ فمن كان منكم مريضاً ﴾ يعني بالمرض أن يكون برأسه أذى أو قروح، أو به أذى من رأسه. قال : الأذى هو القمل.
وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : ما أذى من رأسه؟ قال : القمل وغيره الصداع، وما كان في رأسه.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : النشك أن يذبح شاة.
وأخرج ابن جرير عن ابن عمرو قال : قال رسول الله ﷺ لكعب بن عجرة :« أيؤذيك هوام رأسك؟ قال : نعم. قال : فاحلقه وافتد إما صوم ثلاثة أيام، وإما أن تطعم ستة مساكين، أو نسك شاة ».
وأخرج ابن جرير عن علي أنه سئل عن هذه الآية فقال : الصيام ثلاثة أيام، والصدقة ثلاثة أصوع على ستة مساكين، والنسك شاة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس. مثله.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال : كل شيء في القرآن ( أو أو ) فصاحبه مخير، فإذا كان ﴿ فمن لم يجد ﴾ فهو الأوّل فالأوّل.