قيل له : أنت سمعت هذا من رسول الله ﷺ ؟ قال : نعم «.
وأخرج ابن أبي شيبة عن صدقة بن يسار قال : سألت مجاهداً عن قراءة القرآن أفضل يوم عرفة أم الذكر؟ قال : لا بل قراءة القرآن.
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الأضاحي عن علي بن أبي طالب أنه قال وهو بعرفات : لا أدع هذا الموقف ما وجدت إليه سبيلاً، لأنه ليس في الأرض يوم أكثر عتقاً للرقاب فيه من يوم عرفة، فأكثروا في ذلك اليوم من قول : اللهم اعتق رقبتي من النار، وأوسع لي في الرزق، واصرف عني فسقة الجن والإِنس، فإنه عامة ما أدعوك به.
وأخرج الطبراني في الدعاء عن ابن عباس قال : كان من دعاء رسول الله ﷺ عشية عرفة »
اللهم أنك ترى مكاني، وتسمع كلامي، وتعلم سري وعلانيتي، ولا يخفى عليك شيء من أمري، أنا البائس الفقير المستغيث المستجير الوجل المشفق المقر المعترف بذنبه، أسألك مسألة المساكين، وابتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، وادعوك دعاء الخائف المضرور من خضعت لك رقبته، وفاضت لك عيناه، ونحل لك جسده ورغم أنفه، اللهم لا تجعلني بدعائك شقياً، وكن بي رؤوفاً رحيماً يا خير المسؤولين ويا خير المعطين «.
وأخرج الطبراني في الدعاء عن ابن عمر. أنه كان يرفع صوته عشية عرفة يقول : اللهم اهدنا بالهدي، وزينا بالتقوى، واغفر لنا في الآخرة والأولى، ثم يخفض صوته بقوله : اللهم إني أسألك من فضلك رزقاً طيباً مباركاً، اللهم إني أمرت بالدعاء وقضيت على نفسك بالإِجابة، وإنك لا تخلف وعدك ولا تنكث عهدك، اللهم ما أحببت من خير فحببه إلينا ويسره لنا، وما كرهت من شر فكرهه إلينا وجنبناه، ولا تنزع منا الإِسلام بعد إذ أعطيتناه.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأبو ذر الهروي في المناسك عن أبي مجلز قال : شهدت ابن عمر بالموقف بعرفات، فسمعته يقول : الله أكبر ولله الحمد ثلاث مرات، ثم يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مرة واحدة، ثم يقول : اللهم اجعله حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً ويسكت قدر ما يقرأ فاتحة الكتاب، ثم يعود فيقول مثل ذلك حتى أفاض.
وأخرج البيهقي في الشعب عن أبي سليمان الداراني عن عبد الله بن أحمد بن عطية قال : سئل علي بن أبي طالب عن الوقوف بالجبل ولِمَ لم يكن في الحرم؟ قال : لأن الكعبة بيت الله والحرم باب الله، فلما قصدوه وافدين وقفهم بالباب يتضرعون. قيل : يا أمير المؤمنين فالوقوف بالمشعر؟ قال : لأنه لما أذن لهم بالدخول وقفهم بالحجاب الثاني وهو المزدلفة، فلما أن طال تضرعهم أذن لهم بتقريب قربانهم بمنى، فلما أن قضوا تفثهم وقربوا قربانهم فتطهروا بها من الذنوب التي كانت لهم أذن لهم بالوفادة إليه على الطهارة.


الصفحة التالية
Icon