وأخرج ابن المنذر عن أبي الخير أن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال لهم : من الذين هم على صلاتهم دائمون؟ قلنا الذين لا يزالون يصلون، فقال : لا، ولكن الذين إذا صلوا لم يلتفتوا عن يمين ولا شمال.
وأخرج ابن حبان عن أبي سلمة رضي الله عنه قال : حدثتني عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله ﷺ :« خذوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا » قالت : وكان أحب الأعمال إلى رسول الله ﷺ ما دووم عليه وإن قل، وكان إذا صلى صلاة دام عليها. قال أبو سلمة رضي الله عنه : قال الله :﴿ والذين هم على صلاتهم دائمون ﴾.
وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم رضي الله عنه في قوله :﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ﴾ قال : كانوا إذا خرجت الأعطية أعطوا منها.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ فمال الذين كفروا قبلك مهطعين ﴾ قال : ينظرون ﴿ عن اليمين وعن الشمال عزين ﴾ قال : الغضب من الناس عن يمين وشمال معرضين يستهزئون به.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه ﴿ فمال الذين كفروا قبلك مهطعين ﴾ قال : عامدين ﴿ عن اليمين وعن الشمال عزين ﴾ قال : فرقاً حول نبي الله لا يرغبون في كتاب الله ولا ذكره.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه ﴿ فمال الذين كفروا قبلك مهطعين ﴾ قال : منطلقين ﴿ عن اليمين وعن الشمال عزين ﴾ قال : متفرقين يأخذون يميناً وشمالاً يقولون : ما يقول هذا الرجل؟
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله تعالى :﴿ عن اليمين وعن الشمال عزين ﴾ قال : الحلق الرفاق. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم. أما سمعت عبيد بن الأحوص وهو يقول :

فجاؤوا مهرعين إليه حتى يكونوا حول منبره عزين
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله :﴿ عن اليمين وعن الشمال ﴾ قال : عن يمين النبي ﷺ وعن شماله ﴿ عزين ﴾ قال : مجالس محتبين نفر قليل قليل.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله :﴿ عزين ﴾ قال : الحلق المجالس.
وأخرج عبد بن حميد عن عبادة بن أنس قال :« دخل رسول الله ﷺ المسجد فقال : ما لي أراكم ﴿ عزين ﴾ حلقاً حلق الجاهلية، قعد رجل خلف أخيه ».
وأخرج عبد بن حميد ومسلم وأبو داود والنسائي وابن مردويه عن جابر بن سمرة قال :« دخل علينا رسول الله ﷺ المسجد ونحن حلق متفرقون فقال :» ما لي أراكم ﴿ عزين ﴾ « ».
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال :« خرج رسول الله ﷺ وأصحابه جلوس حلقاً حلقاً فقال :» ما لي أراكم ﴿ عزين ﴾ « ».


الصفحة التالية
Icon