وأخرج ابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن زيد بن أرقم قال :« لما قال عبدالله بن أبيّ ما قال : لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا، وقال : لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، سمعته فأتيت النبي ﷺ، فذكرت ذلك له، فلامني ناس من الأنصار، وجاءهم يحلف ما قال ذلك، فرجعت إلى المنزل، فنمت فأتاني رسول الله ﷺ، فقال : إن الله صدقك وعذرك »، فأنزلت هذه الآية ﴿ هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله ﴾ الآيتين.
وأخرج الطبراني عن زيد بن أرقم قال : لما قال ابن أبيّ ما قال أتيت النبي ﷺ فأخبرته فجاء فحلف ما قال، فجعل ناس يقولون : جاء رسول الله ﷺ بالكذب حتى جلست في البيت مخافة إذا رأوني قالوا : هذا الذي يكذب، حتى أنزل الله ﴿ هم الذين يقولون ﴾ الآية.
وأخرج الطبراني عن زيد بن أرقم قال : كنت جالساً مع عبدالله بن أبيّ فمر رسول الله ﷺ في ناس من أصحابه فقال عبدالله بن أبيّ : لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فأتيت سعد بن عبادة فأخبرته، فأتى رسول الله ﷺ، فذكر ذلك له فأرسل رسول الله ﷺ إلى عبدالله بن أبيّ، فحلف له عبدالله بن أُبيّ بالله ما تكلم بهذا، فنظر رسول الله ﷺ إلى سعد بن عبادة، فقال سعد : يا رسول الله إنما أخبرنيه الغلام زيد بن أرقم، فجاء سعد فأخذ بيدي، فانطلق بي، فقال : هذا حدثني، فانتهرني عبدالله بن أبيّ، فانتهيت إلى رسول الله ﷺ وبكيت وقلت : أي والذي أنزل النور عليك لقد قاله، وانصرف عنه النبي ﷺ فأنزل الله ﴿ إذا جاءك المنافقون ﴾ إلى آخر السورة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : إنما سماهم الله منافقين لأنهم كتموا الشرك وأظهروا الإِيمان.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله :﴿ اتخذوا أيمانهم جنة ﴾ قال : حلفهم بالله إنهم لمنكم اجنوا بأيمانهم من القتل والحرب.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله :﴿ اتخذوا أيمانهم جنة ﴾ قال : اتخذوا حلفهم جنة ليعصموا بها دماءهم وأموالهم.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس أن النبي ﷺ كان إذا سافر كان مع كل رجل من أغنياء المؤمنين رجل من الفقراء يحمل له زاده وماءه، فكانوا إذا دنوا من الماء تقدم الفقراء فاستقوا لأصحابهم، فسبقهم أصحاب عبدالله بن أبيّ، فأبوا أن يخلوا عن المؤمنين، فحصرهم المؤمنون، فلما جاء عبدالله بن أبيّ نظر إلى أصحابه فقال : والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، وقال : امسكوا عنهم البيع لا تبايعوهم.


الصفحة التالية
Icon