وأخرج ابن مردويه عن زيد بن أرقم وعبدالله بن مسعود أنهما كانا يقرآن ﴿ لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله ﴾.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله :﴿ هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله ﴾ قال : إن عبدالله بن أبيّ قال لأصحابه : لا تنفقوا على من عند رسول الله، فإنكم لو لم تنفقوا عليهم قد انفضوا، وفي قوله :﴿ يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ﴾ قال : قد قالها منافق عظيم النفاق في رجلين اقتتلا أحدهما غفاري والآخر جهني، فظهر الغفاري على الجهني، وكان بين جهينة وبين الأنصار حلف، فقال رجل من المنافقين : وهو عبدالله بن أبيّ، يا بني الأوس والخزرج، عليكم صاحبكم وحليفكم. ثم قال : والله ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل : سمن كلبك يأكلك. والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. فسعى بها بعضهم إلى نبي الله ﷺ فقال عمر : يا نبي الله مر معاذاً أن يضرب عنق هذا المنافق. فقال : لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه. وذكر لنا أنه كثر على رجلين من المنافقين عنده فقال عمر : هل يصلي؟ قالوا : نعم ولا خير في صلاته. قال نهيت عن المصلين، نهيت عن المصلين، نهيت عن المصلين.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله :﴿ هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ﴾ يقول : لا تطعموا محمداً وأصحابه حتى تصيبهم مجاعة فيتركوا نبيهم وفي قوله :﴿ لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ﴾ قال : قال ذلك عبدالله بن أبيّ رأس المنافقين وأناس معه من المنافقين.
وأخرج سعيد بن منصور والبخاري ومسلم والترمذي وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن جابر بن عبدالله قال :« كنا مع النبي ﷺ في غزاة، قال سفيان : يرون أنها غزوة بني المصطلق، فكسع رجل من المنافقين رجلاً من الأنصار فسمع ذلك النبي ﷺ، فقال : ما بال دعوى الجاهلية؟ قالوا : رجل من المهاجرين كسع رجلاً من الأنصار. فقال النبي ﷺ :» دعوها فإنها منتنة « فسمع ذلك عبدالله بن أبيّ، فقال : أو قد فعلوها، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. فبلغ النبي ﷺ، فقال عمر : يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي ﷺ :» دعه لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه « زاد الترمذي، فقال له ابن عبدالله : والله لا تنقلب حتى تَقِرَّ أنك الذليل، ورسول الله ﷺ العزيز ففعل ».
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه قال : كان بين غلام من الأنصار وغلام من بني غفار في الطريق كلام، فقال عبدالله بن أبيّ : هنيئاً، لكم بأس، هنيئاً جمعتم سوّاق الحجيج من مزينة وجهينة فغلبوكم على ثماركم، ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل.


الصفحة التالية
Icon