« كان النبي ﷺ إذا أتاه جبريل بالوحي لم يفرغ جبريل من الوحي حتى يزمل من ثقل الوحي حتى يتكلم النبي ﷺ بأوله مخافة أن يغشى قلبه فينسى، فقال له جبريل : لم تفعل ذلك؟ قال مخافة أن أنسى. فأنزل الله ﴿ سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله ﴾ فإن النبي ﷺ نسي آيات من القرآن ليس بحلال ولا حرام، ثم قال له جبريل : إنه لم ينزل على نبي قبلك إلا نسي وإلا رفع بعضه، وذلك أن موسى أهبط الله عليه ثلاثة عشر سفراً، فلما ألقى الألواح انكسرت وكانت من زمرد فذهب أربعة أسفار وبقي تسعة ».
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : كان النبي ﷺ يستذكر القرآن مخافة أن ينساه فقيل له : كفيناك ذلك ونزلت ﴿ سنقرئك فلا تنسى ﴾.
وأخرج الحاكم عن سعد بن أبي وقاص نحوه.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله ﴾ يقول إلا ما شئت أنا فأنسيك.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله :﴿ سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله ﴾ قال : كان رسول الله ﷺ لا ينسى شيئاً إلا ما شاء الله ﴿ إنه يعلم الجهر وما يخفى ﴾ قال : الوسوسة.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير ﴿ إنه يعلم الجهر وما يخفى ﴾ قال : ما أخفيت في نفسك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ ونيسرك لليسرى ﴾ قال : للخير.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله :﴿ سيذكر من يخشى ويتجنبها الأشقى ﴾ قال : والله ما خشي الله عبد قط إلا ذكره، ولا يتنكب عبد هذا الذكر زهداً فيه وبغضاً له ولأهله إلا شقي بين الأشقياء.
قوله : تعالى :﴿ قد أفلح من تزكى ﴾ الآية.
أخرج البزار وابن مردويه عن جابر بن عبدالله عن النبي ﷺ :« في قوله :﴿ قد أفلح من تزكى ﴾ قال : من شهد أن لا إله إلا الله وخلع الأنداد وشهد أني رسول الله ﴿ وذكر اسم ربه فصلى ﴾ قال : هي الصلوات الخمس والمحافظة عليها والاهتمام بمواقيتها ».
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ قد أفلح من تزكى ﴾ قال : من الشرك ﴿ وذكر اسم ربه ﴾ قال : وحد الله ﴿ فصلى ﴾ قال :« الصلوات الخمس ».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن عكرمة رضي الله عنه في قوله :﴿ قد أفلح من تزكى ﴾ قال : من قال لا إله إلا الله.


الصفحة التالية
Icon