أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله :﴿ الذي علم بالقلم ﴾ قال : القلم نعمة من الله عظيمة، لولا القلم لم يقم دين، ولم يصلح عيش وفي قوله :﴿ علم الإِنسان ما لم يعلم ﴾ قال : الخط.
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال : منهومان لا يشبعان : صاحب علم وصاحب دنيا، ولا يستويان، فأما صاحب العلم فيزداد رضا الرحمن ثم قرأ ﴿ إنما يخشى الله من عباده العلماء ﴾ [ فاطر : ٢٨ ] وأما صاحب الدنيا فيتمادى في الطغيان ثم قرأ ﴿ إن الإِنسان ليطغى أن رآه استغنى ﴾ والله أعلم.
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن مردويه وابن المنذر وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل « عن ابن عباس قال : قال أبو جهل : لئن رأيت محمداً يصلي عند الكعبة لأطأن عنقه. فبلغ النبي ﷺ، فقال :» لو فعل لأخذته الملائكة عياناً « ».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وصححه، وابن المنذر وابن جرير والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي عن ابن عباس قال : كان النبي ﷺ يصلي، فجاء أبو جهل فقال : ألم أنهك عن هذا؟ ألم أنهك عن هذا؟ فانصرف النبي ﷺ فزبره، فقال أبو جهل : إنك لتعلم ما بها رجل أكثر نادياً مني، فأنزل الله ﴿ فليدع ناديه سندع الزبانية ﴾ قال ابن عباس : والله لو دعا ناديه لأخذته زبانية الله.
وأخرج ابن جرير والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس قال : قال أبو جهل : لئن عاد محمد يصلي عند المقام لأقتلنه، فأنزل الله ﴿ اقرأ باسم ربك الذي خلق ﴾ حتى بلغ هذه الآية ﴿ لنسفعن بالناصية ناصية كاذبة خاطئة فليدع ناديه سندع الزبانية ﴾ فجاء النبي ﷺ يصلي فقيل : ما يمنعك؟ فقال : قد اسودّ ما بيني وبينه. قال ابن عباس : والله لو تحرك لأخذته الملائكة والناس ينظرون إليه.
وأخرج البزار والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي عن العباس بن عبد المطلب قال : كنت يوماً في المسجد فأقبل أبو جهل فقال : إن لله عليّ إن رأيت محمداً ساجداً أن أطأ على رقبته. فخرجت على رسول الله ﷺ، حتى دخلت عليه، فأخبرته بقول أبي جهل. فخرج غضبان حتى جاء المسجد، فعجل أن يدخل الباب فاقتحم الحائط. فقلت هذا يوم شرّ فاتزرت ثم تبعته، فدخل رسول الله ﷺ يقرأ ﴿ اقرأ باسم ربك الذي خلق ﴾ فلما بلغ شأن أبي جهل ﴿ كلا إن الإِنسان ليطغى ﴾ قال إنسان لأبي جهل : يا أبا الحكم هذا محمد.