وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن عروة قال : ذكر رسول الله ﷺ يوماً أربعة من بني إسرائيل عبدوا الله ثمانين عاماً لم يعصوه طرفه عين، فذكر أيوب وزكريا وحزقيل بن العجوز ويوشع بن نون، فعجب أصحاب رسول الله ﷺ من ذلك فأتاه جبريل، فقال : يا محمد عجبت أمتك من عبادة هؤلاء النفر ثمانين سنة، فقد أنزل الله خيراً من ذلك، فقرأ عليه ﴿ إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر ﴾ هذا أفضل مما عجبت أنت وأمتك، فسر بذلك رسول الله ﷺ والناس معه.
وأخرج الخطيب في تاريخه عن ابن عباس قال : رأى رسول الله ﷺ بني أمية على منبره، فساءه ذلك فأوحى الله إليه إنما هو ملك يصيبونه، ونزلت ﴿ إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر ﴾.
وأخرج الخطيب عن ابن المسيب قال : قال رسول الله ﷺ :« أرأيت بني أمية يصعدون منبري، فشق ذلك عليّ فأنزل الله ﴿ إنا أنزلناه في ليلة القدر ﴾ ».
وأخرج الترمذي وضعفه وابن جرير والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن يوسف بن مازن الرؤاسي قال : قام رجل إلى الحسن بن علي بعدما بايع معاوية فقال : سوّدت وجوه المؤمنين، فقال : لا تؤنبني رحمك الله، فإن النبي ﷺ رأى بني أمية يخطبون على منبره فساءه ذلك، فنزلت ﴿ إنا أعطيناك الكوثر ﴾ [ الكوثر : ١ ] يا محمد يعني نهراً في الجنة ونزلت ﴿ إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر ﴾ يملكها بعدك بنو أمية، يا محمد : قال القاسم : فعددنا فإذا هي ألف شهر لا تزيد يوماً ولا تنقص يوماً.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن مجاهد في قوله :﴿ إنا أنزلناه في ليلة القدر ﴾ قال : ليلة الحكم ﴿ وما أدراك ما ليلة القدر ﴾ قال : ليلة الحكم.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر ومحمد بن نصر وابن أبي حاتم عن مجاهد ﴿ ليلة القدر خير من ألف شهر ﴾ قال : خير من ألف شهر عملها أو صيامها وقيامها وليس في تلك الشهور ليلة القدر.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال : ما أعلم ليوم فضلاً على يوم ولا ليلة إلا ليلة القدر فإنها خير من ألف شهر.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله :﴿ تنزل الملائكة والروح فيها ﴾ قال : الروح جبريل ﴿ من كل أمر سلام ﴾ قال : لا يحل لكوكب أن يرجم به فيها حتى يصبح.


الصفحة التالية
Icon