وأخرج أحمد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن جابر بن عبد الله قال :« جاءنا رسول الله ﷺ وأبو بكر وعمر فأطعمناهم رطباً وسقيناهم ماء، فقال رسول الله ﷺ :» هذا النعيم الذي تسألون عنه « ».
وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه والبيهقي عن جابر بن عبد الله قال :« كان ليهودي على أبي تمر فقتل أبي يوم أحد وترك حديقتين، وتمر اليهودي يستوعب ما في الحديقتين. فقال النبي ﷺ :» هل لك أن تأخذ العام بعضه وتؤخر بعضها إلى قابل « فأبى اليهودي فقال النبي ﷺ :» إذا حضر الجذاذ فآذاني « فآذنته، فجاء رسول الله ﷺ وأبو بكر وعمر فجعلنا نجذ ويكال له من أسفل النخل ورسول الله ﷺ يدعو بالبركة حتى وفيناه جميع حقه من أصغر الحديقتين ثم أتيتهم برطب وماء فأكلوا وشربوا ثم قال :» هذا من النعيم الذي تسألون عنه « ».
وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن مردويه عن أبي هريرة قال :« خرج رسول الله ﷺ ذات يوم فإذا هو بأبي بكر وعمر فقال : ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ قالا : الجوع يا رسول الله. قال : والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما، فقوموا، فقاما معه فأتى رجلاً من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأة قالت : مرحباً وأهلاً فقال النبي ﷺ : أين فلان؟ قالت : انطلق يستعذب لنا الماء إذ جاء الأنصاري فنظر إلى النبي ﷺ وصاحبيه، فقال : الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافاً مني، فانطلق فجاء بعذق فيه بسر وتمر فقال : كلوا من هذا، وأخذ المدية، فقال له رسول الله ﷺ : إياك والحلوب فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا. فلما شبعوا ورووا قال رسول الله ﷺ لأبي بكر وعمر :» والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة « ».
وأخرج البزار وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس أنه سمع عمر بن الخطاب يقول :« إن رسول الله ﷺ خرج يوماً عند الظهيرة فوجد أبا بكر في المسجد جالساً فقال : ما أخرجك هذه الساعة؟ قال : أخرجني الذي أخرجك يا رسول الله. ثم إن عمر جاء فقال رسول الله ﷺ : يا ابن الخطاب ما أخرجك هذه الساعة؟ قال : أخرجني الذي أخرجكما فقال رسول الله ﷺ : هل بكما من قوة فتنطلقان إلى هذا النخل فتصيبان من طعام وشراب؟ فقلنا : نعم يا رسول الله، فانطلقنا حتى أتينا منزل مالك بن التيهان أبي الهيثم الأنصاري ».