وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله :﴿ ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ﴾ قال : أبو يكسوم جبار من الجبابرة جاء بالفيل يسوقه معه الحبش ليهدم - زعم - بيت الله من أجل بيعة كانت هدمت باليمن، فلما دنا الفيل من الحرم ضرب بجرانه، فإذا أرادوا به الرجعة عن الحرم أسرع الهرولة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير قال : أقبل أبو يسكوم صاحب الحبشة ومعه الفيل فلما انتهى إلى الحرم برك الفيل فأبى أن يدخل الحرم، فإذا وجه راجعاً أسرع راجعاً وإذا ارتد على الحرم أبى فأرسل الله عليهم طيراً صغاراً بيضاً في أفواهها حجارة أمثال الحمص لا تقع على أحد إلا هلك.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال : جاء أصحاب الفيل حتى نزلوا الصفاح، فأتاهم عبد المطلب فقال : إن هذا بيت لم يسلط عليه أحد. قالوا : لا نرجع حتى نهدمه، وكانوا لا يقدمون فيلهم إلا تاخر فدعا الله الطير الأبابيل فأعطاها حجارة سوداً عليها الطين، فلما حاذت بهم صفت عليهم ثم رمتهم فما بقي منهم أحد إلا أصابته الحكة. وكانوا لا يحك إنسان منهم جلده إلا تساقط جلده.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس قال : لما أرسل الله الحجارة على أصحاب الفيل جعل لا يقع منها حجر إلا سقط وذلك ما كان الجدري، ثم أرسل الله سيلاً فذهب بهم فألقاهم في البحر. قيل : فما الأبابيل؟ قال : الفرق.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود ﴿ طيراً أبابيل ﴾ قال : هي الفرق.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن ابن عباس ﴿ طيراً أبابيل ﴾ قال : فوجاً بعد فوج، كانت تخرج عليهم من البحر.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله :﴿ طيراً أبابيل ﴾ قال : خضر لها خراطيم كخراطيم الإِبل وأنف كأنف الكلاب.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس ﴿ طيراً أبابيل ﴾ قال : لها أكفّ كأكفّ الرجل وأنياب كأنياب السباع.
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل عن عبيد بن عمير الليثي قال : لما أراد الله أن يهلك أصحاب الفيل بعث الله عليهم طيراً نشأت من البحر كأنها الخطاطيف بكف كل طير منها ثلاثة أحجار مجزعة في منقاره حجر وحجران في رجليه، ثم جاءت حتى صفت على رؤوسهم ثم صاحت وألقت ما في أرجلها ومناقيرها فما من حجر وقع منها على رجل إلا خرج من الجانب الآخر، وبعث الله ريحاً شديداً فضربت أرجلها فزادها شدة فأهلكوا جميعاً.


الصفحة التالية
Icon