وأخرج النسائي وعبدالله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال : لما نزلت ﴿ إذا جاء نصر الله والفتح ﴾ نعيت لرسول الله ﷺ نفسه حين أنزلت فأخذني أشد ما يكون اجتهاداً في أمر الآخرة.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أم حبيبة قالت :« لما نزلت ﴿ إذا جاء نصر الله والفتح ﴾ قال رسول الله ﷺ :» إن الله لم يبعث نبياً إلا عمر في أمته شطر ما عمر النبي الماضي قبله، وإن عيسى ابن مريم كان أربعين سنة في بني إسرائيل، وهذه لي عشرون سنة وأنا ميت في هذه السنة « فبكت فاطمة فقال النبي ﷺ :» أنت أول أهل بيتي لحوقاً بي « فتبسمت ».
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال :« لما أقبل رسول الله ﷺ من غزوة حنين أنزل عليه ﴿ إذا جاء نصر الله والفتح ﴾ فقال رسول الله ﷺ :» يا علي بن أبي طالب، يا فاطمة بنت محمد جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبحان ربي وبحمده واستغفره إنه كان توابا « ً ».
وأخرج الخطيب وابن عساكر عن علي قال :« نعى الله لنبيه ﷺ نفسه حين أنزل عليه ﴿ إذا جاء نصر الله والفتح ﴾ فكان الفتح سنة ثمان بعدما هاجر رسول الله ﷺ، فلما طعن في سنة تسع من مهاجره تتابع عليه القبائل تسعى فلم يدر متى الأجل ليلاً أو نهاراً، فعمل على قدر ذلك فوسع السنن، وشدد الفرائض، وأظهر الرخص، ونسخ كثيراً من الأحاديث، وغزا تبوك، وفعل فعل مودع.
وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال :» لما أقبل رسول الله ﷺ من غزوة حنين أنزل عليه ﴿ إذا جاء نصر الله والفتح ﴾ إلى آخر القصة. قال رسول الله ﷺ :« يا علي بن أبي طالب، ويا فاطمة بنت محمد، جاء نصر الله والفتح إلى آخر القصة، سبحان ربي وبحمده وأستغفره إنه كان توّاباً، ويا علي إنه يكون بعدي في المؤمنين الجهاد. قال : علام نجاهد المؤمنين الذين يقولون آمنا؟ قال : على الاحداث في الدين إذا عملوا بالرأي، ولا رأي في الدين، إنما الدين من الرب أمره ونهيه » قال علي : يا رسول الله أرأيت إن عرض علينا أمر لم ينزل فيه قرآن ولم يقض فيه سنة منك. قال : تجعلونه شورى بين العابدين من المؤمنين ولا تقضونه برأي خاصة، فلو كنت مستخلفاً أحداً لم يكن أحد أحق منك لقربك في الإِسلام، وقرابتك من رسول الله ﷺ، وصهرك، وعندك سيدة نساء المؤمنين، وقبل ذلك ما كان بلاء أبي طالب إياي، ونزل القرآن وأنا حريص على أن أرعى له في ولده «.