وأخرج أحمد والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال :« لما نزلت ﴿ إذا جاء نصر الله والفتح ﴾ دعا رسول الله ﷺ فاطمة فقال : إنه قد نعيت إلى نفسي ».
وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد والبخاري وابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي وأبو نعيم معاً في الدلائل عن ابن عباس قال : كان عمر يدخلني وأشياخ بدر، فقال له عبد الرحمن بن عوف : لم تدخل هذا الفتى معنا ولنا أبناء مثله فقال : إنه ممن قد علمتم، فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم وما رأيته دعاني يومئذ إلا ليريهم مني، فقال : ما تقولون في قوله :﴿ إذا جاء نصر الله والفتح ﴾ حتى ختم السورة فقال بعضهم : أمرنا الله أن نحمده ونستغفره إذا جاء نصر الله وفتح علينا وقال بعضهم : لا ندري وبعضهم لم يقل شيئاً فقال لي يا ابن عباس : أكذاك تقول؟ قلت : لا. قال : فما تقول؟ قلت : هو أجل رسول الله أعلمه الله ﴿ إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون ﴾ والفتح فتح مكة، فذلك علامة أجلك ﴿ فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً ﴾ فقال عمر : ما أعلم منها إلا ما تعلم.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس أن عمر سألهم عن قول الله ﴿ إذا جاء نصر الله والفتح ﴾ فقالوا : فتح المدائن والقصور، قال : فأنت يا ابن عباس ما تقول؟ قال : قلت مثل ضرب لمحمد نعيت له نفسه.
وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في فضائل الصحابة والخطيب في تالي التلخيص عن ابن عباس قال : لما نزلت ﴿ إذا جاء نصر الله والفتح ﴾ جاء العباس إلى عليّ فقال : انطلق بنا إلى رسول الله ﷺ فإن كان هذا الأمر لنا من بعده لم تشاحنا فيه قريش، وإن كان لغيرنا سألناه الوصاة لنا. قال : لا، قال العباس : جئت فذكرت ذلك له، فقال :« إن الله جعل أبا بكر خليفتي على دين الله ووحيه وهو مستوص فاسمعوا له وأطيعوا تهتدوا وتفلحوا، واقتدوا به ترشدوا » قال ابن عباس : فما وافق أبا بكر على رأيه ولا وازره على أمره ولا أعانه على شأنه إذ خالفه أصحابه في ارتداد العرب إلا العباس. قال : فوالله ما عدل رأيهما وحزمهما رأي أهل الأرض أجمعين.
وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس في قوله :﴿ إذا جاء نصر الله والفتح ﴾ قال : ذاك حين نعى لهم نفسه يقول : إذا رأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً يعني إسلام الناس يقول فذلك حين حضر أجلك ﴿ فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توّاباً ﴾.


الصفحة التالية
Icon