« ما تقول في الصلاة؟ قال : تمام العمل. قلت : يا رسول الله أسألك عن الصدقة؟ قال : شيء عجيب، قلت : يا رسول الله تركت أفضل عمل في نفسي أو خيره قال : ما هو؟ قلت : الصوم. قال : خير وليس هناك. قلت : يا رسول الله وأي الصدقة؟ قال : تمرة. قلت : فإن لم أفعل؟ قال : بكلمة طيبة. قلت : فإن لم أفعل؟ قال : تريد أن لا تدع فيك من الخير شيئاً ».
وأخرج أحمد ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة من طريق أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال : قال رسول الله ﷺ « أفضل دينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله، قال أبو قلابة : وبدأ بالعيال، ثم قال أبو قلابة : وأي رجل أعظم أجراً من رجل ينفق على عيال صغار يعفهم أو ينفعهم الله به ويعينهم؟ ».
وأخرج مسلم والنسائي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله « دينار انفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار انفقته على أهلك، أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك ».
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن كدير الضبي قال :« أتى أعرابي النبي ﷺ فقال : نبئني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار. قال : تقول العدل، وتعطي الفضل، قال : هذا شديد لا أستطيع أن أقول العدل كل ساعة، ولا أن أعطي فضل مالي. قال : فاطعم الطعام، وأفش السلام، قال : هذا شديد والله! قال : هل لك من إبل؟قال : نعم. قال : انظر بعيراً من ابلك وسقاء فاسق أهل بيت لا يشربون إلاَّ غبا فلعلك أن لا يهلك بعيرك، ولا ينخرق سقاؤك، حتى تجب لك الجنة. قال : فانطلق يكبر، ثم أنه استشهد بعد ».
وأخرج ابن سعد عن طارق بن عبد الله قال :« أتيت النبي ﷺ وهو يخطب، فسمعت من قوله : تصدقوا فإن الصدقة خير لكم، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، أمك وأباك وأختك وأخاك، ثمَّ أدناك فأدناك ».
وأخرج مسلم عن خيثمة قال : كنا جلوساً مع عبد الله بن عمرو إذ جاءه قهرمان له، فدخل فقال : أعطيت الرقيق قوتهم؟ قال : لا. قال : فانطلق فاعطهم، وقال : قال رسول الله ﷺ « كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمن يملك قوته ».
أما قوله تعالى :﴿ كذلك يبين الله لكم الآيات ﴾ الآية.
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس في قوله ﴿ كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون ﴾ في الدنيا والآخرة، يعني في زوال الدنيا وفنائها، واقبال الآخرة وبقائها.
وأخرج عبد الرزاق عن قتادة في قوله ﴿ لعلكم تتفكرون ﴾ في الدنيا والآخرة.


الصفحة التالية