فانطلق بها إلى قبره، فصلت ركعتين ودعت، فخرج اليسع إليه فسأله، فقال : إن كفارة خطيئتك أن تجاهد بنفسك وأهل بيتك حتى لا يبقى منكم أحد، ثم رجع اليسع إلى موضعه، وفعل ذلك طالوت حتى هلك وهلك أهل بيته، فاجتمعت بنو إسرائيل على داود، فأنزل الله عليه وعلمه صنعة الحديد فألانه له، وأمر الجبال والطير أن يسبحن معه إذا سبح، ولم يعط أحداً من خلقه مثل صوته، وكان إذا قرأ الزبور ترنو إليه الوحش حتى يؤخذ بأعناقها وإنها المصغية تستمع له، وما صنعت الشياطين المزامير والبرابط والنوح إلا على أصناف صوته.
أما قوله تعالى :﴿ ولولا دفع الله ﴾ الآية.
أخرج ابن جرير وابن عدي بسند ضعيف عن ابن عمر قال : قال رسول الله ﷺ « إن الله ليدفع بالمسلم الصالح عن مائة أهل بيت من جيرانه البلاء »، ثم قرأ ابن عمر ﴿ ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ﴾.
وأخرج ابن جرير بسند ضعيف عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله ﷺ « إن الله ليصلح بصلاح الرجل المسلم ولده وولد ولده وأهل دويرته ودويرات حوله، ولا يزالون في حفظ الله ما دام فيهم ».
وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس في قوله ﴿ ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض ﴾ قال : يدفع الله بمن يصلي عمن لا يصلي، وبمن يحج عمن لا يحج، وبمن يزكي عمن لا يزكي.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ﴿ ولولا دفع الله الناس... ﴾ الآية. يقول : ولولا دفاع الله بالبر عن الفاجر، ودفعه ببقية أخلاق الناس بعضهم عن بعض لفسدت الأرض بهلاك أهلها.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ﴿ ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض... ﴾ الآية. قال : يبتلي الله المؤمن بالكافر، ويعافي الكافر بالمؤمن.
وأخرج ابن جرير عن الربيع ﴿ لفسدت الأرض ﴾ يقول : لهلك من في الأرض.
وأخرج ابن جرير عن أبي مسلم. سمعت علياً يقول : لولا بقية من المسلمين فيكم لهلكتم.
وأخرج أحمد والحكيم الترمذي وابن عساكر عن علي « سمعت رسول الله ﷺ يقول : الابدال بالشام، وهم أربعون رجلاً، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً، يسقي بهم الغيث، وينتصر بهم على الأعداء، ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب » ولفظ ابن عساكر :« ويصرف عن أهل الأرض البلاء والغرق ».
وأخرج الخلال في كتاب كرامات الأولياء عن علي بن أبي طالب قال : إن الله ليدفع عن القرية بسبعة مؤمنين يكونون فيهم.
وأخرج الطبراني في الأوسط بسند حسن عن أنس قال : قال رسول الله ﷺ