ولفظ ابن أبي شيبة :« من سأل الناس ليثري به ماله فإنه خموش في وجهه، ورضف من جهنم يأكله يوم القيامة، وذلك في حجة الوداع ».
وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وابن ماجة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ « من سأل الناس تكثراً فإنما يسأل جمراً، فليستقل أو ليستكثر ».
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند والطبراني في الأوسط عن علي قال : قال رسول الله ﷺ « من سأل مسألة عن ظهر غنى استكثر بها من رضف جهنم. قالوا : وما ظهر غنى؟ قال : عشاء ليلة ».
وأخرج أحمد وأبو داود وابن خزيمة وابن حبان عن سهل بن الحنظلية قال : قال رسول الله ﷺ « من سأل شيئاً وعنده ما يغنيه فإنما يستكثر من جمر جهنم. قالوا : يا رسول الله، وما يغنيه؟ قال : ما يغديه أو يعشيه ».
وأخرج ابن حبان عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله ﷺ « من سأل الناس ليثري ماله فإنما هي رضف من النار يلهبه، فمن شاء فليقلّ ومن شاء فليكثر ».
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن أبي ليلى قال : جاء سائل فسأل أبا ذر فأعطاه شيئاً، فقيل له : تعطيه وهو موسر؟ فقال : إنه سائل وللسائل حق، وليتمنين يوم القيامة أنها كانت رضفة في يده.
وأخرج مسلم والترمذي والنسائي عن عوف بن مالك الأشجعي قال : كنا تسعة أو ثمانية أو سبعة، فقال :« ألا تبايعون رسول الله ﷺ ؟ فقلنا : علام نبايعك؟ قال : أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، والصلوات الخمس، وتطيعوا، ولا تسألوا الناس، فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم فلا يسأل أحداً يناوله إياه ».
وأخرج أحمد عن أبي ذر قال « دعاني رسول الله ﷺ فقال : هل لك إلى البيعة ولك الجنة؟ قلت : نعم. فشرط علي أن لا أسأل الناس شيئاً. قلت : نعم. قال : ولا سوطك إن سقط منك حتى تنزل فتأخذه ».
وأخرج أحمد عن ابن أبي مليكة قال : ربما سقط الخطام من يد أبي بكر الصديق فيضرب بذراع ناقته، فينيخها فيأخذه فقالوا له : أفلا أمرتنا فنناولكه؟ فقال : إن حبيبي رسول الله ﷺ أمرني أن لا أسأل أحداً شيئاً.
وأخرج الطبراني عن أبي أمامة قال : قال رسول الله ﷺ « من يبايع؟ فقال ثوبان : بايعنا يا رسول الله. قال : على أن لا تسألوا أحداً شيئاً. فقال ثوبان : فما له يا رسول الله؟ قال : الجنة. فبايعه ثوبان. قال أبو أمامة. فلقد رأيته بمكة في أجمع ما يكون من الناكدة، يسقط سوطه وهو راكب فربما وقع على عاتق الرجل، فيأخذه الرجل فيناوله فما يأخذه منه حتى يكون هو ينزل فيأخذه ».


الصفحة التالية