وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن ثوبان قال : قال رسول الله ﷺ « من تكفل لي أن لا يسأل الناس شيئاً وأتكفل له بالجنة؟ فقلت : أنا. فكان لا يسأل أحداً شيئاً. ولابن ماجة، فكان ثوبان يقع سوطه وهو راكب فلا يقول لأحد ناولنيه حتى ينزل فيأخذه ».
وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن حكيم بن حزام قال « سألت رسول الله ﷺ فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال : يا حكيم، هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه باشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى، فقلت : يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحداً بعدك شيئاً حتى أفارق الدنيا، فكان أبو بكر يدعو حكيماً ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئاً، ثم إن عمر دعاه ليعطيه فأبى أن يقبله، فلم يرزأ حكيم أحداً من الناس بعد النبي ﷺ حتى توفي رضي الله عنه ».
وأخرج أحمد عن عبد الرحمن بن عوف « أن رسول الله ﷺ قال : ثلاث والذي نفسي بيده ان كنت لحالفاً عليهن، لا ينقص مال من صدقة فتصدقوا، ولا يعفو عبد عن مظلمة إلا زاده الله بها عزاً، ولا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر ».
وأخرج أحمد وأبو يعلى عن أبي سعيد الخدري قال : قال عمر :« يا رسول الله لقد سمعت فلاناً وفلاناً يحسنان الثناء، يذكران أنك أعطيتهما دينارين، فقال النبي ﷺ : لكن فلاناً ما هو كذلك، لقد أعطيته ما بين عشرة إلى مائة، فما يقول ذلك، أما والله إن أحدكم ليخرج بمسألته من عندي يتأبطها ناراً. قال عمر : يا رسول الله، لم تعطيها إياهم؟ قال : فما أصنع، يأبون إلا مسألتي ويأبى الله لي البخل ».
وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والنسائي عن قبيصة بن المخارق قال « تحملت حمالة فأتيت النبي ﷺ اسأله فيها، فقال : أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها، ثم قال : يا قبيصة، إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة : رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواماً من عيش أو قال : سداداً من عيش، ورجل أصابته فاقة فحلت له المسألة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجا من قومه : لقد أصابت فلاناً فاقة فحلت له المسألة حتى يصيب قواماً من عيش، أو قال : سداداً من عيش، فما سواهن من المسألة. يا قبيصة، سحت يأكلها صاحبها سحتاً ».


الصفحة التالية
Icon