وأخرج أحمد ومسلم والنسائي عن معاوية بن أبي سفيان قال : قال رسول الله ﷺ « لا تلحفوا في المسألة، فوالله ما يسألني أحد منكم شيئاً فتخرج له مسألته مني شيئاً وأنا له كاره، فيبارك له فيما أعطيته ».
وأخرج أبو يعلى عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ « لا تلحفوا في المسألة، فإنه من يستخرج منا بها شيئاً لم يبارك له فيه ».
وأخرج ابن حبان عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله ﷺ « إن الرجل يأتيني فيسألني فاعطيه، فينطلق وما يحمل في حضنه إلا النار ».
وأخرج ابن حبان عن أبي سعيد الخدري قال « بينما رسول الله ﷺ يقسم ذهباً إذ أتاه رجل فقال : يا رسول الله، اعطني فأعطاه، ثم قال : زدني. فزاده ثلاث مرات، ثم ولى مدبراً، فقال رسول الله : يأتيني الرجل فيسألني فاعطيه، ثم يسألني فاعطيه، ثم يولي مدبراً. وقد جعل في ثوبه ناراً إذا انقلب إلى أهله ».
وأخرج أبو يعلى وابن حبان عن عمر بن الخطاب. أنه دخل على النبي ﷺ فقال « يود رسول الله أن فلاناً يشكر، يذكر انك أعطيته دينارين، فقال رسول الله ﷺ : لكن فلاناً قد أعطيته ما بين العشرة إلى المائة، فما شكره وما يقول، إن أحدكم ليخرج من عندي بحاجته متأبطها وما هي إلا النار. قلت : يا رسول الله، لم تعطيهم؟ قال : يأبون إلا أن يسألوني، ويأبى الله لي البخل ».
وأخرج أحمد والبزار وابن حبان عن عائشة عن النبي ﷺ قال :« إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أعطيناه منها شيئاً بطيب نفس منا وحسن طعمة منه من غير شره نفس بورك له فيه، ومن أعطيناه منها شيئاً بغير طيب نفس منا وحسن طعمة منه وشره نفس كان غير مبارك له فيه ».
وأخرج البخاري ومسلم والنسائي عن ابن عمر أن عمر قال « كان رسول الله ﷺ يعطيني العطاء فأقول : أعطه من هو أفقر إليه مني. فقال : خذه إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه فتموّله، فإن شئت كله وإن شئت تصدق به وما لا فلا تتبعه نفسك. قال سالم بن عبد الله : فلأجل ذلك كان عبد الله لا يسأل أحداً شيئاً ولا يرد شيئاً أعطيه ».
وأخرج مالك عن عطاء بن يسار « أن رسول الله ﷺ أرسل إلى عمر بن الخطاب بعطاء فرده عمر، فقال له رسول الله ﷺ : لم رددته؟ فقال : يا رسول الله، أليس أخبرتنا أن خيراً لأحدنا أن لا يأخذ من أحد شيئاً؟ فقال رسول الله ﷺ : إنما ذلك عن المسألة، فأما ما كان غير مسألة فإنما هو رزق يرزقه الله. فقال عمر : والذي نفسي بيده لا أسأل شيئاً ولا يأتيني شيء من غير مسألة إلا أخذته ».