وأخرج ابن جرير عن مالك بن دينار قال : سألت الحسن عن قوله ﴿ أم الكتاب ﴾ قال : الحلال والحرام قلت له ف ﴿ الحمد لله رب العالمين ﴾ [ الفاتحة : ١ ] قال : هذه أم القرآن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال : إنما قال ﴿ هن أم الكتاب ﴾ لأنه ليس من أهل دين إلا يرضى بهن ﴿ وأخر متشابهات ﴾ يعني فيما بلغنا ﴿ الم ﴾ و ( المص ) و ( المر ) و ( الر ).
وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير قال ﴿ المتشابهات ﴾ آيات في القرآن يتشابهن على الناس إذا قرأوهن. ومن أجل ذلك يضل من ضل، فكل فرقة يقرؤون آية من القرآن يزعمون أنها لهم، فمنها يتبع الحرورية من المتشابه قول الله ﴿ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ﴾ [ المائدة : ٤٤ ] ثم يقرؤون معها ﴿ والذين كفروا بربهم يعدلون ﴾ [ الأنعام : ١ ] فإذا رأوا الامام يحكم بغير الحق قالوا : قد كفر فمن كفر عدله بربه، ومن عدل بربه فقد أشرك بربه. فهؤلاء الأئمة مشركون.
وأخرج البخاري في التاريخ وابن جرير من طريق ابن إسحق عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس عن جابر بن عبد الله بن رباب قال « مر أبو ياسر بن أخطب، فجاء رجل من يهود لرسول الله ﷺ وهو يتلو فاتحة سورة البقرة ﴿ الم ذلك الكتاب لا ريب فيه ﴾.
فأتى أخاه حيي بن أخطب في رجال من اليهود، فقال أتعلمون؟ والله لقد سمعت محمداً يتلو فيما أنزل عليه ﴿ الم، ذلك الكتاب ﴾ فقال : أنت سمعته قال : نعم. فمشى حتى وافى أولئك النفر إلى رسول الله ﷺ فقالوا : الم تقل إنك تتلو فيما أنزل عليك ﴿ الم، ذلك الكتاب ﴾ ؟ فقال : بلى، فقالوا : لقد بعث بذلك أنبياء ما نعلمه بين لنبي منهم ما مده ملكه، وما أجل أمته غيرك. الألف واحدة، واللام ثلاثون، والميم أربعون، فهذه إحدى وسبعون سنة.
ثم قال : يا محمد هل مع هذا غيره؟ قال : نعم. ( المص ) قال : هذه أثقل وأطول! الألف واحدة، واللام ثلاثون، والميم أربعون، والصاد تسعون، هذه إحدى وثلاثون ومائة. هل مع هذا غيره؟ قال : نعم. ( الر ) قال : هذه أثقل وأطول! الألف واحدة، واللام ثلاثون، والراء مائتان. هذه إحدى وثلاثون ومائتا سنة. هل مع هذا غيره؟ قال : نعم. ( المر ) قال : هذه أثقل وأطول. هذه إحدى وسبعون ومائتان. ثم قال : لقد لبس علينا أمرك حتى ما ندري أقليلاً أعطيت أم كثيراً!.
ثم قال : قوموا عنه. ثم قال أبو ياسر لأخيه ومن معه : ما يدريكم لعله قد جمع هذا كله لمحمد. إحدى وسبعون، وإحدى وثلاثون ومائة، وإحدى وثلاثون ومائتان، وإحدى وسبعون ومائتان، فذلك سبعمائة وأربع سنين! فقالوا : لقد تشابه علينا أمره، فيزعمون أن هذه الآيات نزلت فيهم ﴿ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ﴾ »
.


الصفحة التالية
Icon