﴿ تبارك الذي بيده الملك ﴾ [ الملك : ١ ] وفي الثانية ﴿ تنزيل الكتاب ﴾ [ السجدة : ٢ ] فإذا فرغ مدح الله وأثنى عليه ثم دعا بسبعة أسماء. يا قديم، يا حي، يا دائم، يا فرد، يا وتر، يا أحد، يا صمد. قال البهقي : ليس هذا بالقوي. وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق محمد بن طلحة بن مصرف عن أبي بشر عن أبي الهذيل بلفظه، وزاد في آخره وكانت إذا أصابته شدة دعا بسبعة أسماء أخرى. يا حي، يا قيوم، يا الله، يا رحمن، يا ذا الجلال والإكرام، يا نور السموات والأرض وما بينهما ورب العرش العظيم، يا رب.
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت عن معاوية بن قرة قال : سألت بنو إسرائيل عيسى فقالوا : إن سام بن نوح دفن ههنا قريباً فادع الله أن يبعثه لنا. فهتف فخرج أشمط. قالوا : إنه قد مات وهو شاب فما هذا البياض؟ قال : ظننت أنها الصيحة ففزعت.
وأخرج اسحق بن بشر وابن عساكر من طرق عن ابن عباس قال : كانت اليهود يجتمعون إلى عيسى ويستهزئون به ويقولون له : يا عيسى ما أكل فلان البارحة، وما ادخر في بيته لغد. فيخبرهم فيسخرون منه حتى طال ذلك به وبهم، وكان عيسى عليه السلام ليس له قرار ولا موضع يعرف إنما هو سائح في الأرض، فمر ذات يوم بامرأة قاعدة عند قبر وهي تبكي فسألها... ؟ فقالت : ماتت ابنة لي لم يكن لي ولد غيرها. فصلى عيسى ركعتين ثم نادى : يا فلانة قومي بإذن الرحمن فاخرجي فتحرك القبر، ثم نادى الثانية فانصدع القبر، ثم نادى الثالثة فخرجت وهي تنفض رأسها من التراب فقالت أماه ما حملك على أن أذوق كرب الموت مرتين؟ يا أماه اصبري واحتسبي فلا حاجة لي في الدنيا، يا روح الله سل ربي أن يردني إلى الآخرة، وأن يهوّن علي كرب الموت. فدعا ربه، فقبضها إليه فاستوت عليها الأرض.
فبلغ ذلك اليهود فازدادوا عليه غضباً، وكان ملك منهم في ناحية في مدينة لها نصيبين جباراً عاتياً، وأمر عيسى بالمسير إليه ليدعوه وأهل تلك المدينة إلى المراجعة، فمضى حتى شارف المدينة ومعه الحواريون فقال لأصحابه : ألا رجل منكم ينطلق إلى المدينة فينادي فيها فيقول : إن عيسى عبد الله ورسوله. فقام رجل من الحواريين يقال له يعقوب فقال : أنا يا روح الله. قال : فاذهب فأنت أول من يتبرأ مني، فقام آخر يقول له توصار وقال له : أنا معه قال : وأنت معه ومشيا، فقام شمعون فقال : يا روح الله أكون ثالثهم فائذن لي أن أنال منك أن اضطررت إلى ذلك؟ قال : نعم.