.. } إلى آخر الآية.
وأخرج ابن منده وابن عساكر من طريق عكرمة عن ابن عباس « أن النبي ﷺ بعث صفوان بن بيضاء في سرية عبد الله بن جحش قبل الأبواء، فغنموا وفيهم نزلت ﴿ يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه... ﴾ الآية ».
وأخرج ابن جرير من طريق السدي « أن رسول الله ﷺ بعث سرية وكانوا سبعة نفر عليهم عبد الله بن جحش الأسدي، وفيهم عمار بن ياسر، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وسعد بن أبي وقاص، وعتبة بن غزوان السلمي حليف لبني نوفل، أو سهيل بن بيضاء، وعامر بن فهيرة، وواقد بن عبد الله اليربوعي حليف لعمر بن الخطاب، وكتب مع ابن جحش كتاباً وأمره أن لا يقرأه حتى ينزل ملل، فلما نزل ببطن ملل فتح الكتاب، فإذا فيه أن سر حتى تنزل بطن نخلة. قال لأصحابه : من كان يريد الموت فليمض وليوص فإني موص وماض لأمر رسول الله ﷺ، فسار وتخلف عنه سعد بن أبي وقاص، وعتبة بن غزوان، أضلا راحلة لهما وسار ابن جحش إلى بطن نخلة، فإذا هم بالحكم بن كيسان، وعبد الله بن المغيرة بن عثمان، وعمرو الحضرمي، فاقتتلوا فأسروا الحكم بن كيسان، وعبد الله بن المغيرة، وانقلب المغيرة وقتل عمرو الحضرمي قتله واقد بن عبد الله، فكانت أول غنيمة غنمها أصحاب محمد ﷺ، فلما رجعوا إلى المدينة بالأسيرين وما غنموا من الأموال قال المشركون : محمد يزعم أنه يتبع طاعة الله وهو أول من استحل الشهر الحرام، فأنزل الله ﴿ يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير ﴾ لا يحل وما صنعتم أنتم يا معشر المشركين أكبر من القتل في الشهر الحرام حين كفرتم بالله وصددتم عنه محمداً ﴿ والفتنة ﴾ وهي الشرك أعظم عند الله من القتل في الشهر الحرام، فذلك قوله ﴿ وصد عن سبيل الله وكفر به... ﴾ الآية ».
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال « إن رجلاً من بني تميم أرسله النبي ﷺ في سرية، فمر بابن الحضرمي يحمل خمراً من الطائف إلى مكة فرماه بسهم فقتله، وكان بين قريش ومحمد عقد فقتله في آخر يوم من جمادى الآخرة وأول يوم من رجب. فقالت قريش : في الشهر الحرام ولنا عهد؟ فأنزل الله ﴿ قل قتال فيه كبير... ﴾ الآية. يقول : كفر به وعبادة الأوثان أكبر من قتل ابن الحضرمي ».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي مالك الغفاري قال « بعث رسول الله ﷺ عبد الله بن جحش، فلقي ناساً من المشركين ببطن نخلة والمسلمون يحسبون أنه آخر يوم من جمادى وهو أول يوم من رجب، فقتل المسلمون ابن الحضرمي.