وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير من طريق سلمة بن نبيط عن الضحاك قال « بعث النبي ﷺ طلائع، فغنم رسول الله ﷺ، فقسم بين الناس ولم يقسم للطلائع شيئاً، فلما قدمت الطلائع قالوا : قسم الفيء ولم يقسم لنا؟ فأنزل الله ﴿ وما كان لنبي أن يغل ﴾ ».
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس ﴿ وما كان لنبي أن يغل ﴾ قال : أن يقسم لطائفة ولا يقسم لطائفة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد ﴿ وما كان لنبي أن يغل ﴾ قال أن يخون.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن أنه قرأ ﴿ وما كان لنبي أن يغل ﴾ بنصب الغين قال : أن يخان.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة والربيع ﴿ وما كان لنبي أن يغل ﴾ يقول : ما كان لنبي أن يغله أصحابه الذين معه. وذكر لنا أن هذه الآية نزلت على النبي ﷺ يوم بدر، وقد غل طوائف من أصحابه.
وأخرج الطبراني والخطيب في تاريخه عن مجاهد قال : كان ابن عباس ينكر على من يقرأ ﴿ وما كان لنبي أن يغل ﴾ ويقول : كيف لا يكون له أن يغل وقد كان له أن يقتل؟ قال الله ﴿ ويقتلون الأنبياء بغير حق ﴾ [ البقرة : ٦١ ] ولكن المنافقين اتهموا النبي ﷺ في شيء من الغنيمة، فأنزل الله ﴿ وما كان لنبي أن يغل ﴾.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن زيد بن خالد الجهني. « أن رجلاً توفي يوم حنين فذكروا لرسول الله ﷺ فقال : صلوا عليه. فتغيرت وجوه الناس لذلك فقال : إن صاحبكم غل في سبيل الله، ففتشنا متاعه فوجدنا خرزاً من خرز اليهود لا يساوي درهمين ».
وأخرج الحاكم وصححه عن عبدالله بن عمر قال « كان رسول الله ﷺ إذا أصاب غنيمة أمر بلالاً فنادى في النار، فيجيئون بغنائمهم، فيخمسه ويقسمه، فجاء رجل بعد ذلك بزمام من شعر فقال : يا رسول الله هذا فيما كنا أصبناه من الغنيمة فقال : أسمعت بلالاً ثلاثاً؟ قال : نعم. قال : فما منعك أن تجيء به؟ قال : يا رسول الله أعتذر. قال : كن أنت تجيء به يوم القيامة فلن أقبله عنك ».
وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن صالح بن محمد بن زائدة قال : دخل مسلمة أرض الروم، فأتي برجل قد غل فسأل سالماً عنه فقال : سمعت أبي يحدث عن عمر عن النبي ﷺ قال « إذا وجدتم الرجل قد غل فاحرقوا متاعه، واضربوه. قال فوجدنا في متاعه مصحفاً، فسئل سالم عنه فقال : بعه وتصدق بثمنه ».


الصفحة التالية
Icon