قال نعم. ففعلت فخاصم عمي معاذ بن عفراء إلى عثمان بن عفان، فأجاز الخلع وأمره أن يأخذ عقاص رأسي فما دونه.
وأخرج مالك والشافعي وعبد بن حميد والبيهقي عن نافع. أن مولاة صفية بنت عبيد امرأة عبد الله بن عمر اختلعت من زوجها بكل شيء لها، فلم ينكر ذلك عبد الله بن عمر.
وأخرج مالك والبيهقي عن نافع، أن ربيع بنت معوذ جاءت هي وعمها إلى عبد الله بن عمر، فاخبرته أنها اختلعت من زوجها في زمان عثمان بن عفان، فبلغ ذلك عثمان بن عفان فلم ينكره، فقال عبد الله بن عمر : عدتها عدة المطلقة.
وأخرج البيهقي عن عروة بن الزبير. أن رجلاً خلع امرأته في ولاية عثمان بن عفان عند غير سلطان، فأجازه عثمان.
وأخرج مالك عن سعيد بن المسيب وابن شهاب وسليمان بن يسار، أنهم كانوا يقولون : عدة المختلعة ثلاثة قروء.
وأخرج عبد الرزاق عن علي بن أبي طالب قال : عدة المختلعة مثل عدة المطلقة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن نافع. أن الربيع اختلعت من زوجها، فأتى عمها عثمان فقال : تعتد حيضة. قال : وكان ابن عمر يقول : تعتد ثلاث حيض حتى قال هذا عثمان، فكان ابن عمر يفتي به ويقول : عثمان خيرنا وأعلمنا.
وأخرج مالك وابن أبي شيبة وأبو داود عن ابن عمر قال : عدة المختلعة حيضة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال : عدة المختلعة حيضة.
وأخرج أبو داود والترمذي وحسنه والحاكم وصححه عن ابن عباس « أن امرأة ثابت بن قيس اختلعت من زوجها على عهد النبي ﷺ، فأمرها النبي ﷺ أن تعتد بحيضة ».
وأخرج الترمذي عن الربيع بنت معوذ بن عفراء « أنها اختلعت على عهد رسول الله ﷺ، فأمرها النبي ﷺ أن تعتد بحيضة ».
وأخرج النسائي وابن ماجة عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال : قلت للربيع بنت معوذ بن عفراء : حدثيني حديثك قالت : اختلعت من زوجي ثم جئت عثمان، فسألت ماذا علي من العدة؟ فقال : لا عدة عليك إلاَّ أن يكون حديث عهد بك فتمكثين حتى تحيضي حيضة. قالت : إنما اتبع في ذلك قضاء رسول الله ﷺ في مريم المغالية، وكانت تحت ثابت بن قيس فاختلعت منه.
وأخرج النسائي عن ربيع بنت معوذ بن عفراء « أن ثابت بن قيس بن شماس ضرب امرأته فكسر يدها، وهي جميلة بنت عبد الله بن أبي، فأتى أخوها يشتكيه إلى رسول الله ﷺ، فأرسل إلى ثابت فقال له : خذ الذي لها عليك وخل سبيلها. قال : نعم. فأمرها رسول الله ﷺ أن تتربص حيضة واحدة فتلحق بأهلها ».