« صه، أطت السماء وحق لها أن تئط، ما في السماء موضع كف - أو قال شبر - إلا عليه ملك ساجد، فاتقوا الله، وأحسنوا إلى ما ملكت أيمانكم، أطعموهم مما تأكلون، واكسوهم مما تلبسون، ولا تكلفوهم ما لا يطيقون، فإن جاؤوا بشيء من أخلاقهم يخالف شيئاً من أخلاقكم فولوا شرهم غيركم ولا تعذبوا عباد الله ».
وأخرج عبد الرزاق عن عكرمة قال :« مر النبي ﷺ بأبي مسعود الأنصاري وهو يضرب خادمه فقال له النبي ﷺ والله لله أقدر عليك منك على هذا. قال : ونهى رسول الله ﷺ أن يمثل الرجل بعبده فيعور، أو يجدع. قال : أشبعوهم ولا تجيعوهم، واكسوهم ولا تعروهم. ولا ولا تكثروا ضربهم فإنكم مسؤولون عنهم، ولا تعذبوهم بالعمل، فمن كره عبده فليبعه ولا يجعل رزق الله عليه عناء ».
وأخرج عبد الرزاق ومسلم عن زاذان قال : كنت جالساً عند ابن عمر فدعا بعبد له فأعتقه ثم قال : ما لي من أجره ما يزن هذا - وأخذ شيئاً بيده - إني سمعت رسول الله ﷺ يقول :« من ضرب عبداً له حداً لم يأته أو لطمه فإن كفارته أن يعتقه ».
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن سويد بن مقرن قال :« كنا بني مقرن سبعة على عهد رسول الله ﷺ، ولنا خادمة ليس لنا غيرها، فلطمها أحدنا فقال النبي ﷺ : أعتقوها. فقلنا : ليس لنا خادم غيرها يا رسول الله. فقال النبي ﷺ : تخدمكم حتى تستغنوا عنها ثم خلوا سبيلها ».
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة والبخاري في الأدب عن عمار بن ياسر قال : لا يضرب أحد عبداً له وهو ظالم له إلا أقيد منه يوم القيامة.
وأخرج عبد الرزاق عن أبي هريرة قال : أشد الناس على الرجل يوم القيامة مملوكه.
وأخرج عبد الرزاق والترمذي وصححه عن أبي مسعود الأنصاري قال : بينا أنا أضرب غلاماً لي، إذ سمعت صوتاً من ورائي، فالتفت فإذا رسول الله ﷺ فقال :« والله لله أقدر عليك منك على هذا. فحلفت أن لا أضرب مملوكاً لي أبداً ».
وأخرج عبد الرزاق عن الحسن قال :« بينا رجل يضرب غلاماً له وهو يقول : أعوذ بالله وهو يضرب، إذ بصر برسول الله ﷺ فقال : أعوذ برسول الله. فألقى ما كان في يده وخلى عن العبد. فقال النبي ﷺ :» أما والله لله أحق أن يعاذ، من استعاذ به مني؟ فقال الرجل : يا رسول الله فهو لوجه الله. قال : والذي نفسي بيده لو لم تفعل لدافع وجهك سفع النار «.