وأخرج أبو داود في ناسخه وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال في هذه الآية : إن الله حرَّم المغفرة على من مات وهو كافر، وأرجأ أهل التوحيد إلى مشيئته فلم يؤيسهم من المغفرة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن بكر بن عبد الله المزني ﴿ ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ﴾ قال : ثنيا من ربنا على جميع القرآن.
وأخرج الفريابي والترمذي وحسنه عن علي قال : أحب آية إلي في القرآن ﴿ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ﴾.
وأخرج ابن جرير عن أبي الجوزاء قال : اختلفت إلى ابن عباس ثلاث عشرة سنة، فما من شيء من القرآن إلا سألته عنه، ورسولي يختلف إلى عائشة، فما سمعته ولا سمعت أحداً من العلماء يقول : إن الله يقول لذنب لا أغفره.
وأخرج أبو يعلى وابن أبي حاتم عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله ﷺ :« ما من عبد يموت لا يشرك بالله شيئاً إلا حلت له المغفرة، إن شاء غفر له وإن شاء عذبه، إن الله استثنى فقال ﴿ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ﴾ ».
وأخرج أبو يعلى عن أنس قال : قال رسول الله ﷺ :« من وعده الله على عمل ثواباً فهو منجزه له، ومن وعده على عمل عقاباً فهو بالخيار ».
وأخرج الطبراني عن سلمان قال : قال رسول الله ﷺ :« ذنب لا يغفر، وذنب لا يترك، وذنب يغفر. فأما الذي لا يغفر فالشرك بالله، وأما الذي يغفر فذنب بينه وبين الله تعالى، وأما الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضاً ».
وأخرج أحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن عائشة قالت : قال رسول الله ﷺ :« الدواوين عند الله ثلاثة : ديوان لا يعبأ الله به شيئاً، وديوان لا يترك الله منه شيئاً، وديوان لا يغفره الله. فأما الديوان الذي لا يغفره الله فالشرك، قال الله ﴿ أنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ﴾ [ المائدة : ٧٢ ] وقال الله ﴿ إن الله لا يغفر أن يُشْرَكَ به ﴾، وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه، من صوم يوم تركه، أو صلاة تركها، فإن الله يغفر ذلك ويتجاوز عنه إن شاء، وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئاً فظلم العباد بعضهم بعضاً، القصاص لا محالة ».