فقال أبو سفيان : نحن قوم ننحر الكوماء، ونسقي الحجيج الماء، ونقري الضيف، ونحمي بيت ربنا، ونعبد آلهتنا التي كان يعبد آباؤنا، ومحمد يأمرنا أن نترك هذا ونتبعه. قال : دينكم خير من دين محمد فاثبتوا عليه، ألا ترون أن محمداً يزعم أنه بعث بالتواضع وهو ينكح من النساء ما شاء، وما نعلم ملكاً أعظم من ملك النساء. فذلك حين يقول ﴿ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً... ﴾ الآية «.
وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عن ابن عباس قال : كان الذين حزبوا الأحزاب من قريش وغطفان وبني قريظة حيي بن أخطب، وسلام بن أبي الحقيق، وأبو رافع، والربيع بن أبي الحقيق، وعمارة، ووحوح بن عارم، وهودة بن قيس. فأما وحوح بن عامر وهودة فمن بني وائل، وكان سائرهم من بني النضير، فلما قدموا على قريش قالوا : هؤلاء أحبار يهود، وأهل العلم بالكتاب الأول، فاسألوهم أدينكم خير أم دين محمد؟ فسألوهم فقالوا : بل دينكم خير من دينه، وأنتم أهدى منه وممن اتبعه. فأنزل الله فيهم ﴿ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب ﴾ إلى قوله ﴿ ملكاً عظيماً ﴾.
وأخرج البيهقي في الدلائل وابن عساكر في تاريخه، عن جابر بن عبد الله قال : لما كان من أمر النبي ﷺ ما كان، اعتزل كعب بن الأشرف ولحق بمكة وكان بها، وقال : لا أعين عليه، ولا أقاتله. فقيل له بمكة : يا كعب أديننا خير أم دين محمد وأصحابه؟ قال : دينكم خير وأقدم، ودين محمد حديث. فنزلت فيه ﴿ ألم ترَ إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب... ﴾ الآية.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال : ذكر لنا أن هذه الآية أنزلت في كعب بن الأشرف، وحيي بن أخطب، رجلين من اليهود من بني النضير، أتيا قريشاً بالموسم فقال لهم المشركون : أنحن أهدى أم محمد وأصحابه، فإنا أهل السدانة، والسقاية، وأهل الحرم؟ فقالا : بل أنتم أهدى من محمد وأصحابه، وهما يعلمان أنهما كاذبان إنما حملهما على ذلك حسد محمد وأصحابه.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن عكرمة قال : الجبت والطاغوت. صنمان.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ورستة في الإيمان عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : الجبت الساحر، والطاغوت الشيطان.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طرق عن مجاهد. مثله.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : الجبت حيي بن أخطب، والطاغوت كعب بن الأشرف.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك. مثله.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : الجبت الأصنام، والطاغوت الذي يكون بين يدي الأصنام، يعبرون عنها الكذب ليضلوا الناس.