.. } الآية «.
واخرج البزار والدارقطني في الأفراد والطبراني عن ابن عباس قال » بعث رسول الله ﷺ سرية فيها المقداد بن الأسود، فلما أتوا القوم وجدوهم قد تفرقوا وبقي رجل له مال كثير لم يبرح، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله. فأهوى إليه المقداد فقتله. فقال له رجل من أصحابه : أقتلت رجلاً شهد أن لا إله إلا الله؟! والله لأذكرن ذلك للنبي ﷺ، فلما قدموا على رسول الله ﷺ، قالوا : يا رسول الله إن رجلاً شهد أن لا إله إلا الله فقتله المقداد. فقال : ادعوا إليَّ المقداد، فقال : يا مقداد أقتلت رجلاً يقول لا إله إلا الله، فكيف لك بلا إله إلا الله غداً؟ فأنزل الله ﴿ يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله ﴾ إلى قوله ﴿ كذلك كنتم من قبل ﴾ قال : فقال رسول الله ﷺ للمقداد : كان رجل مؤمن يخفي إيمانه مع قوم كفار فاظهر إيمانه فقتلته، وكذلك كنت تخفي إيمانك بمكة قبل «.
وأخرج ابن أبي حاتم عن جابر قال : أنزلت هذه الآية ﴿ ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام ﴾ في مرداس.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال :» كان الرجل يتكلم بالإسلام، ويؤمن بالله والرسول، ويكون في قومه، فإذا جاءت سرية رسول الله ﷺ أخبر بها حيه - يعني قومه - وأمام الرجل لا يخاف المؤمنين من أجل أنه على دينهم، حتى يلقاهم فيلقي إليهم السلام، فيقولون : لست مؤمناً وقد ألقى السلم فيقتلونه، فقال الله تعالى ﴿ يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ﴾ إلى ﴿ تبتغون عرض الحياة الدنيا ﴾ يعني تقتلونه إرادة أن يحل لكم ماله الذي وجدتم معه، وذلك عرض الحياة الدنيا فإن عندي مغانم كثيرة، والتمسوا من فضل الله. وهو رجل اسمه مرداس خلى قومه هاربين من خيل بعثها رسول الله ﷺ، عليها رجل من بني ليث اسمه قليب حتى إذا وصلت الخيل سلّم عليهم فقتلوه، فأمر رسول الله ﷺ لأهله بديته، ورد إليهم ماله، ونهى المؤمنين عن مثل ذلك «.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ﴿ يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ﴾ قال : هذا الحديث في شأن مرداس، رجل من غطفان ذكر لنا أن نبي الله ﷺ بعث جيشاً عليهم غالب الليثي إلى أهل فدك، وبه ناس من غطفان، وكان مرداس منهم.