أنه قال ﴿ لا يستوي القاعدون من المؤمنين ﴾ عن بدر والخارجين إليها.
وأخرج ابن جرير والطبراني في الكبير بسند رجاله ثقات عن زيد بن أرقم قال :« لما نزلت ﴿ لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله ﴾ جاء ابن أم مكتوم فقال : يا رسول الله أما لي من رخصة؟ قال : لا. قال : اللهم إني ضرير فرخِّص لي. فأنزل الله ﴿ غير أولي الضرر ﴾ فأمر رسول الله ﷺ بكتابتها ».
وأخرج عبد بن حميد والبزار وأبو يعلى وابن حبان والطبراني عن الفلتان بن عاصم قال « كنا عند النبي ﷺ، فأنزل عليه، وكان إذا أنزل عليه دام بصره، مفتوحة عيناه، وفرغ سمعه وقلبه، لما يأتيه من الله قال : فكنا نعرف ذلك منه. فقال للكاتب : اكتب ﴿ لا يستوي القاعدون والمجاهدون في سبيل الله ﴾ فقام الأعمى فقال : يا رسول الله ما ذنبنا؟ فأنزل الله، فقلنا للأعمى : إنه ينزل على النبي ﷺ، فخاف أن يكون ينزل عليه شيء في أمره، فبقي قائماً يقول : أعوذ بغضب رسول الله فقال للكاتب : اكتب ﴿ غير أولي الضرر ﴾ ».
وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس « ﴿ لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله ﴾ فسمع بذلك عبد الله بن أم مكتوم الأعمى، فأتى رسول الله ﷺ فقال :» يا رسول الله قد أنزل الله في الجهاد ما قد علمت، وأنا رجل ضرير البصر لا أستطيع الجهاد فهل لي من رخصة عند الله إن قعدت؟ فقال رسول الله ﷺ : ما أمرت في شأنك بشيء، وما أدري هل يكون لك ولأصحابك من رخصة. فقال ابن أم مكتوم : اللهم إني أنشدك بصري. فأنزل الله ﴿ لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر ﴾ «.
وأخرج عبد بن حميد والطبراني والبيهقي من طريق أبي نضرة عن ابن عباس في الآية قال : نزلت في قوم كانت تشغلهم أمراض وأوجاع، فأنزل الله عذرهم من السماء.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن أنس بن مالك قال : نزلت هذه الآية في ابن أم مكتوم ﴿ غير أولي الضرر ﴾ لقد رأيته في بعض مشاهد المسلمين معه اللواء.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير عن عبد الله بن شداد قال »
لما نزلت هذه الآية ﴿ لا يستوي القاعدون من المؤمنين ﴾ قام ابن أم مكتوم فقال : يا رسول الله إني ضرير كما ترى؟ فأنزل الله ﴿ غير أولي الضرر ﴾ «.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال :»
ذكر لنا أنه لما نزلت هذه الآية قال عبد الله بن أم مكتوم : يا نبي الله عذري؟ فأنزل الله ﴿ غير أولي الضرر ﴾ «.


الصفحة التالية