وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله ﴿ ولا آمين البيت الحرام ﴾ قال : هذا يوم الفتح، جاء ناس يؤمون البيت من المشركين يهلون بعمرة، فقال المسلمون : يا رسول الله، إنما هؤلاء مشركون، فمثل هؤلاء فلن ندعهم إلا أن نغير عليهم، فنزل القرآن ﴿ ولا آمين البيت الحرام ﴾.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله ﴿ ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلاً من ربهم ورضواناً ﴾ قال : يبتغون الأجر والتجارة حرم الله على كل أحد إخافتهم.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ﴿ يبتغون فضلاً من ربهم ورضواناً ﴾ قال : هي للمشركين يلتمسون فضل الله ورضواناً نماء يصلح لهم دنياهم.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال : خمس آيات في كتاب الله رخصة وليست بعزمة ﴿ وإذا حللتم فاصطادوا ﴾ إن شاء اصطاد وإن شاء لم يصطد ﴿ فإذا قضيت الصلاة فانتشروا ﴾ [ الجمعة : ١٠ ]. ﴿ أو على سفر فعدة من أيام أخر ﴾ [ البقرة : ١٨٤ ] ﴿ فكلوا منها وأطعموا ﴾ [ الحج : ٢٨ ].
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء قال : خمس آيات من كتاب الله رخصة وليست بعزيمة ﴿ فكلوا منها وأطعموا ﴾ [ الحج : ٢٨ ] فمن شاء أكل ومن شاء لم يأكل ﴿ وإذا حللتم فاصطادوا ﴾ فمن شاء فعل ومن شاء لم يفعل ﴿ ومن كان مريضاً أو على سفر ﴾ [ البقرة : ١٨٤ ] فمن شاء صام ومن شاء أفطر ﴿ فكاتبوهم إن علمتم ﴾ [ النور : ٣٣ ] إن شاء كاتب وإن شاء لم يفعل، ﴿ فإذا قُضيت الصلاة فانتشروا ﴾ [ الجمعة : ١٠ ]، إن شاء انتشر وإن شاء لم ينتشر.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ﴿ ولا يجرمنكم شنآن قوم ﴾ قال : لا يحملنكم بغض قوم.
وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس في قوله ﴿ ولا آمين البيت الحرام ﴾ قال : الذين يريدون الحج ﴿ يبتغون فضلاً من ربهم ﴾ قال : التجارة في الحج ﴿ ورضواناً ﴾ قال : الحج ﴿ ولا يجرمنكم شنآن قوم ﴾ قال : عداوة قوم ﴿ وتعاونوا على البر والتقوى ﴾ قال : البر. ما أمرت به، والتقوى. ما نهيت عنه.
وأخرج أحمد وعبد بن حميد في هذه الآية والبخاري في تاريخه عن وابصة قال : أتيت رسول الله ﷺ وأنا لا أريد أن أدع شيئاً من البر والإثم إلا سألته عنه، فقال لي « يا وابصة أخبرك عما جئت تسأل عنه أم تسأل؟ قلت : يا رسول الله أخبرني! قال : جئت لتسأل عن البر والاثم، ثم جمع أصابعه الثلاث فجعل ينكت بها في صدري، ويقول : يا وابصة استفت قلبك، استفت نفسك، البر : ما اطمأن اليه القلب واطمأنت اليه النفس، والإثم : ما حاك في القلب وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك ».


الصفحة التالية
Icon