وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله ﴿ اليوم يئس الذين كفروا من دينكم... اليوم أكملت لكم دينكم ﴾ قال : هذا حين فعلت.
وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله ﴿ فلا تخشوهم واخشون ﴾ قال : فلا تخشوهم أي يظهروا عليكم.
وأخرج مسلم عن جابر، أن رسول الله ﷺ قال :« إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم ».
وأخرج البيهقي في الشعب عن أبي هريرة وأبي سعيد قال : قال رسول الله ﷺ « إن الشيطان قد أيس أن بعبد بأرضكم هذه، ولكنه راض منكم بما تحقرون ».
وأخرج البيهقي عن ابن مسعود قال : قال رسول الله ﷺ « إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام بأرض العرب، ولكن سيرضى منكم بدون ذلك بالمحقرات، وهي الموبقات يوم القيامة، فاتقوا المظالم ما استطعتم ».
أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال : أخبر الله نبيه والمؤمنين أنه قد أكمل لهم الإيمان، فلا تحتاجون إلى زيادة أبداً، وقد أتمه فلا ينقص أبداً، وقد رضيه فلا يسخطه.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ﴿ اليوم أكملت لكم دينكم ﴾ قال : أخلص الله لهم دينهم، ونفى المشركين عن البيت، قال : وبلغنا أنها أنزلت يوم عرفة، ووافقت يوم جمعة.
وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله ﴿ اليوم أكملت لكم دينكم ﴾ قال : ذكر لنا أن هذه الآية نزلت على رسول الله ﷺ يوم عرفة، يوم جمعة حين نفى الله المشركين عن المسجد الحرام، وأخلص للمسلمين حجهم.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال : كان المشركون والمسلمون يحجون جميعاً، فلما نزلت براءة فنفي المشركون عن البيت الحرام، وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين، فكان ذلك من تمام النعمة، وهو قوله ﴿ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ﴾.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله ﴿ اليوم أكملت لكم دينكم ﴾ قال : تمام الحج، ونفي المشركين عن البيت.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الشعبي قال : نزلت هذه الآية ﴿ اليوم أكملت لكم دينكم ﴾ على رسول الله ﷺ وهو واقف بعرفات، وقد أطاف به الناس، وتهدمت منار الجاهلية ومناسكهم، واضمحل الشرك، ولم يطف بالبيت عريان، ولم يحج معه في ذلك العام مشرك، فأنزل الله ﴿ اليوم أكملت لكم دينكم ﴾.


الصفحة التالية
Icon