﴿ إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ﴾ [ القصص : ٥٦ ] هوى النبي ﷺ أبا طالب، وشاء الله عباس بن عبد المطلب.
وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل وابن مردويه عن عائشة قالت :« كان النبي ﷺ يحرس حتى نزلت ﴿ والله يعصمك من الناس ﴾ فأخرج رأسه من القبة فقال : أيها الناس، انصرفوا فقد عصمني الله ».
وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال : كان العباس عم النبي ﷺ فيمن يحرسه، فلما نزلت ﴿ والله يعصمك من الناس ﴾ ترك رسول الله ﷺ الحرس.
وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال « كان رسول الله ﷺ إذا خرج بعث معه أبو طالب من يكلؤه حتى نزلت ﴿ والله يعصمك من الناس ﴾ فذهب ليبعث معه فقال : يا عم، إن الله قد عصمني حاجة لي إلى من تبعث ».
وأخرج الطبراني وأبو الشيخ وأبو نعيم في الدلائل وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس قال « كان النبي ﷺ يحرس، وكان يرسل معه عمه أبو طالب كل يوم رجلاً من بني هاشم يحرسونه، فقال : يا عم، إن الله قد عصمني لا حاجة لي إلى من تبعث ».
وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن أبي ذر قال :« كان رسول الله ﷺ لا ينام إلا ونحن حوله من مخافة الغوائل، حتى نزلت آية العصمة ﴿ والله يعصمك من الناس ﴾ ».
وأخرج الطبراني وابن مردويه عن عصمة بن مالك الخطمي قال « كنا نحرس رسول الله ﷺ بالليل حتى نزلت ﴿ والله يعصمك من الناس ﴾ فترك الحرس ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن جابر بن عبد الله قال :« لما غزا رسول الله ﷺ بني أنمار، نزل ذات الرقاع بأعلى نخل، فبينا هو جالس على رأس بئر قد دلى رجليه فقال غورث بن الحرث : لأقتلن محمداً فقال له أصحابه : كيف تقتله؟ قال : أقول له أعطيني سيفك فإذا أعطانيه قتلته به. فأتاه فقال : يا محمد، اعطني سيفك أشمه، فأعطاه إياه فرعدت يده، فقال رسول الله ﷺ : حال الله بينك وبين ما تريد، فأنزل الله ﴿ يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ﴾ الآية ».
وأخرج ابن حبان وابن مردويه عن أبي هريرة قال « كنا إذا صحبنا رسول الله ﷺ في سفر تركنا له أعظم دوحة وأظلها فينزل تحتها، فنزل ذات يوم تحت شجرة وعلق سيفه فيها، فجاء رجل فأخذه فقال : يا محمد، من يمنعك مني؟ فقال رسول الله ﷺ : الله يمنعني منك، ضع عنك السيف فوضعه، فنزلت ﴿ والله يعصمك من الناس ﴾ ».